يعتبر الفنان السوري صباح فخري من مشاهير الغناء في سوريا والوطن العربي، واسمه الحقيقي محمد صباح الدين أبو قوس.
وقد مُنح فخري اسمه الفني من قبل السياسي فخري البارودي حين دخل إذاعة دمشق العام 1947 وصارت لديه حفلة أسبوعية فيها.
ويوم غد يكمل صباح فخري سنواته الـ 88. وبهذه المناسبة يتحدث المؤرخ والباحث في التراث الموسيقي العربي والموسيقى التراثية محمد قدري دلال لـ"العربي" عن علاقة فخري بمدينة حلب وتأثره بها وبتطوير علاقته بالقدود الحلبية.
ويقول دلال: إن حكاية فخري مع حلب طبيعية بحكم ولادته فيها. فمنذ طفولته وهو يرتاد الزاوية التي كان والده شيخها بالإضافة إلى المناسبات الدينية التي كانت تقام في مساجد حلب؛ كل هذا ترك أثرًا كبيرًا في نفسه وإحساسه حيث تشبّع من كل التراث العظيم الذي تملكه حلب.
وبعد ذلك كان من الضروري الانتقال إلى حيّز آخر حين أتت مرحلة تعلّم أصول الغناء والإنشاد، فأرسله والده إلى دمشق حيث لم يكن في حلب معهد متخصص. وتتلمذ فخري على يد عمر البطش وعلي الدرويش ومجدي العقيلي وسعيد فرحات، وأخذ منهم ما استطاع من الكنوز الموسيقية.
وضرب صباح فخري أرقامًا قياسية في زمن الغناء حيث غنى لنحو عشر ساعات في واحدة من حفلاته في فنزويلا سنة 1968 بدون أي توقف.
ويقول قدري دلال: إن هذه عادة حلبية في الغناء لوقت طويل كما هو مطلب جماهيري يخص أهل حلب الذين يحتاجون لفترات طويلة من الغناء حتى يتشبعوا من هذا الفن.