اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، المحكمة الجنائية الدولية بـ"معاداة السامية"، وذلك إثر صدور مذكرات توقيف بحقه وبحق وزير الأمن السابق يوآف غالانت.
وفي وقت سابق الخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتَي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، وذلك في بيان عبر حسابها الموثق في منصة "إكس".
وقالت المحكمة: "الغرفة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية ترفض الطعون التي تقدمت بها إسرائيل بشأن الاختصاص القضائي، وتصدر أوامر اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت".
وفي 20 مايو/ أيار الماضي، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتَي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش الإسرائيلي بغزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كما طلب خان مرة أخرى في أغسطس/ آب الماضي، من المحكمة، سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وقد قال نتنياهو في بيانه اليوم الخميس، إنه "لن يستسلم للضغوط ولن يتراجع ولن ينسحب (من قطاع غزة)، إلا بعد تحقيق جميع أهداف الحرب التي حددتها إسرائيل في بداية الحملة".
في المقابل، رحّبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقرار الجنائية الدولية، ووصفته في بيان بأنه "سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيح لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا".
انتقاد في إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية
بدورها، هاجمت الحكومة والمعارضة في إسرائيل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتَي الاعتقال.
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أن المحكمة "فقدت كل شرعية لوجودها". وقال في منشور على منصة "إكس": "لحظة سوداء بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".
أما الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، فاعتبر قرار المحكمة الجنائية الدولية "يومًا أسود للعدالة"، حسبما كتب في منشور على منصة "إكس".
بدوره، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، في منشور على منصة "إكس": "إصدار أوامر الاعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعضو الكنيست غالانت، وصمة عار لم يسبق لها مثيل، ولكنها ليست مفاجئة على الإطلاق".
وزعم أن "المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تثبت مرة أخرى أنها معادية للسامية من البداية إلى النهاية"، على حد تعبيره.
ما تأثير القرار على حياة نتنياهو السياسية؟
وفي هذا السياق، قال مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة، إن "القرار لن يؤثر على حياة نتنياهو السياسية داخل إسرائيل؛ لأن المحاكم الإسرائيلية لا تتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ولن تصدر أي شيء تجاه نتنياهو".
وأضاف مراسلنا من حيفا، أن "نتنياهو يخشى من أن يلاحق مستقبلًا حتى يموت نتيجة هذه القرارات الدولية، لا سيما بعد مغادرته منصبه كرئيس للوزراء ما يعني حظر سفره فعليًا باستثناء إلى الولايات المتحدة".
وأردف: "قد يستغل نتنياهو هذا الأمر للقول إن العالم يحاربه، وإنه مستعد لفعل أي شيء للدفاع عن إسرائيل واستمرار الحرب وحشد التأييد له".
وأشار مراسلنا إلى أن "إصدار أوامر الاعتقال جاء بسبب جرائم الحرب المنسوبة لنتنياهو وغالانت، التي تشمل التجويع والقتل والاضطهاد في الحرب بغزة، لافتًا إلى أن "كلاهما حرم السكان المدنيين في القطاع من أشياء لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك الغذاء والماء والدواء".
وأوضح دراوشة أن هناك "اتهام مباشر وشخصي لنتنياهو وغالانت بإصدارهم لتلك الأوامر في غزة".