Skip to main content

صراع كنسي في أوكرانيا.. مداهمة مقرات دينية تابعة للبطريركية الروسية

الإثنين 12 ديسمبر 2022

بين صوت قرع أجراس الكنائس ودوي صفارات الإنذار الحربي، يختلط الدين بالمصالح السياسية في أوكرانيا، حيث تسعى كييف إلى بسط نفوذها على المراكز الدينية المرتبطة بروسيا.

فعلى هامش الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا منذ أشهر، يدور صراع كنسي موازٍ، حيث يكثر الحديث في كييف عن ضرورة اتخاذ القرارات اللازمة لفرض الاستقلالية الدينية للبلاد، وقطع ما تبقى من نفوذٍ كنسي مع الطرف الروسي.

عقوبات ومداهمات

وفي كييف المدينة التي تعدّ مهد المسيحية الأرثوذكسية منذ نهاية القرن العاشر، قام أفراد جهاز الأمن الأوكراني بعملية مداهمة لأبرز معلمٍ دينيٍ للأرثوذكس، وهي كنيسة بيشيرسك لافرا، حيث أكّدوا العثور على ما يسمونها "علامات نشاطٍ مؤيدٍ لروسيا" بين الأساقفة.

كما تكثفت عمليات التفتيش والمداهمة على مدى الأيام الأخيرة، لتشمل 350 مبنى يتبع للكنيسة المرتبطة بروسيا.

مداهمة مقر ديني تابع للبطريركية الروسية في كييف - رويترز

كذلك، يفرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقوبات على عددٍ من الشخصيات الدينية المرتبطة بالكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو، في خطوةٍ لمنع ما يسميه "النشاط التخريبي للروس في البيئة الدينية الأوكرانية".

كما كشف زيلينسكي في إحاطة إعلامية أنه "تم إصدار تعليمات إلى الحكومة بأن تقدم إلى البرلمان، مشروع قانونٍ يمنع عمل المنظمات الدينية التابعة لمراكز النفوذ الروسي". 

صراع قديم جديد

وعليه، تدخل البلاد في صراعٍ دينيٍ برزت معالمه بشكلٍ كبيرٍ منذ عام 2018 بعد استقلال الكنيسة الأوكرانية بمباركة البطريرك المسكوني في اسطنبول.

 ورغم أن الكنيسة الأوكرانية المرتبطة بموسكو، أوقفت العلاقات رسميًا مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية منذ شهر مايو/ أيار الماضي، إلا أن العديد من الأوكرانيين ما زالوا لا يثقون بها ويتهمونها بالتعاون السرّي مع روسيا.

عناصر من قوات الأمن الأوكراني يتحدثون إلى قساوسة أرثوذكس في بيشيرسك لافرا - رويترز

فيشرح رئيس قسم التعاون بين الطوائف الدينية فيتشيسلاف هوركشف لـ"العربي"، أن المشكلة القديمة عقّدتها الحرب الروسية والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، ويتابع أنه "منذ الحقبة السوفيتية استخدم النظام الروسي الموارد الكنسية في خدمة أهدافه".

يذكر أن أتباع الكنيسة الأرثوذكسية يشكلون غالبية سكان أوكرانيا، حيث كانت لبطريركية موسكو اليد الطولى لشؤون الدين في البلاد، وباتت اليوم عاملًا آخر للصراع الأوكراني الروسي.

المصادر:
العربي
شارك القصة