الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

صراع "ميتافيرس".. منافسة شرسة بين عمالقة التكنولوجيا لاستقطاب المبرمجين

صراع "ميتافيرس".. منافسة شرسة بين عمالقة التكنولوجيا لاستقطاب المبرمجين

شارك القصة

تطوّرت "هولو لنز" لتُصبح واحدة من أكثر النظارات الافتراضية تقدّمًا في العالم
تطوّرت "هولو لنز" لتُصبح واحدة من أكثر النظارات الافتراضية تقدّمًا في العالم (غيتي)
ينفق قادة التكنولوجيا المليارات في بناء أجهزة وبرامج الواقع الافتراضي المُعزّز الذي يُمكن أن يُصبح المدماك الأساسي للعالم الرقمي الناشئ.

اشتعل سباق التنافس بين عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة على استقطاب المبرمجين للتسريع في تقنيات العالم الافتراضي "ميتافيرس".

وينفق قادة التكنولوجيا مثل "مايكروسوفت" و"ميتا" و"أبل" المليارات في بناء أجهزة وبرامج الواقع الافتراضي المُعزّز الذي يُمكن أن يُصبح المدماك الأساسي لهذا العالم الرقمي الناشئ.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن شركة "مايكروسوفت" وحدها فقدت 100 موظف لديها خلال العام الماضي، ومعظمهم انتقل للعمل مع شركة "ميتا" وذلك لبناء عالم الـ"ميتافيرس"، فيما فقدت شركة "أبل" أيضًا موظفين لديها لصالح "ميتا".

ونقلت الصحيفة الأميركية عن موظفين سابقين في "مايكروسوفت" قولهم إنّ الشركات المنافسة تستهدف الموظفين ذوي الخبرة في تطوير نظارات الواقع المعزّز "هولو لينس" من شركة "مايكرسوفت"، وعرضت عليهم رواتب مضاعفة.

وأفاد الموظفون بأن مجموعة الواقع المعزّز من "مايكروسوفت" توظّف حوالي 1500 شخص. وتُظهر الملفات الشخصية على موقع "ليكند إن"، أن أكثر من 70 موظفًا سابقًا في فريق "هولو لنس" تركوا "مايكروسوفت" خلال العام الماضي. كما تُظهر الحسابات أيضًا أن أكثر من 40 شخصًا انضموا إلى شركة "ميتا"، التي تعمل بشكل كبير نحو تعزيز تقنية الواقع الافتراضي.

انتقال ليس جديد

وانتقال الموظفين من الشركات الصغيرة إلى الكبيرة، أو بين عمالقة التكنولوجيا ليس بالأمر الجديد.

وقال مات ستيرن، الرئيس التنفيذي للعمليات في "ميرا لابس"، وهي شركة ناشئة تُساعد المؤسسات على تبنّي تقنيات الواقع المُعزّز في أماكن عملها، إن ما هو ملحوظ الآن هو الحجم والسرعة في التنافس على الموظّفين، حيث تُحاول شركة كبيرة مثل "ميتا" أن تنمو بسرعة.

وأضاف: "لقد أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار في السوق. من الصعب على الشركات الصغيرة المنافسة".

وقال متحدث باسم "مايكروسوفت" إن الشركة كانت في طليعة الابتكار في تكنولوجيا "ميتافيرس" لسنوات، و"ستُواصل تطوير أحدث الأجهزة التي تكون أكثر شمولًا وبأسعار معقولة".

ورفضت الشركة مشاركة التفاصيل حول فريق "هولو لنس" مع الصحيفة، لكنها قالت إن تناقص الموظفين يمثّل تحديًا تُواجهه العديد من الفرق، وأن "مايكروسوفت" تفعل ما في وسعها للاحتفاظ بالموظّفين، وتوظيف موظفين جدد عند الحاجة.

في المقابل، رفضت "ميتا" التعليق للصحيفة الأميركية على ممارسات التوظيف لديها.

"فيسبوك" والمزيد من الموظفين

في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، غيّرت شركة "فيسبوك" اسمها إلى "ميتا"، وقالت إنها ستدخل في عالم "ميتافيرس" لصناعة عالم افتراضي جديد. وذكرت الشركة أن الإنفاق على الوحدة الجديدة لهذا الجهد، سيُقلّل من إجمالي أرباحها التشغيلية بنحو 10 مليارات دولار في نتائجها لعام 2021.

وقالت الشركة إنها تُخطّط لتوظيف المزيد من الموظّفين لبناء منتجاتها المخصّصة لعالم "ميتافيرس"، بما في ذلك 10 آلاف عامل في أوروبا على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وارتفع استخدام مصطلح "ميتافيرس" في قوائم الوظائف الجديدة. وقال موقع الوظائف "إنديد" إن الوظائف المتعلّقة بـ"ميتافيرس" سجّلت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أكثر من 10 أضعاف المستوى خلال العام السابق.

"مايكروسوفت" ونظارات "هولو لنز"

وكانت "مايكروسوفت" واحدة من أوائل المحرّكات في الواقع المعزّز، وتمّ الإعلان عن نظارات "هولو لنز" (HoloLens) لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات، وتطوّرت لتُصبح واحدة من أكثر النظارات تقدّمًا في العالم.

وعلى الرغم من أن الشركة ركّزت على تطبيقات الأعمال، إلا أنها تطوّر إصدارًا أخف وزنًا من النظارات وبأسعار معقولة للمستهلكين، على الرغم من أن موظّفي الشركة السابقين يقدّرون أنها لا تزال بحاجة لمزيد من الوقت لعرضها في السوق.

واستثمرت "مايكروسوفت" مليارات الدولارات في تطوير التكنولوجيا، لكن نظارات "HoloLens"، التي تكلّف 3500 دولار للسماعة، لم تبع سوى القليل مقارنة بالإلكترونيات الاستهلاكية الشائعة.

عقد عسكري مع الجيش الأميركي

وقامت الشركة بشحن ما بين 200 ألف و250 ألف سماعة منذ إطلاقها، حتى أن بعض كبار المسؤولين في "مايكروسوفت" فكّروا في خفض تمويل البرنامج، قبل أن يفوز الفريق بعقد عسكري كبير، وفقًا لأشخاص مطّلعين.

في مارس/ آذار الماضي، فازت "مايكروسوفت" بعقد مع الجيش الأميركي لتطوير طرق استخدام نظارات (AR) لمساعدة الجنود على الرؤية عبر الدخان والتنقّل في ساحات القتال. وقالت "مايكروسوفت" إن العقد قد تصل قيمته إلى أكثر من 20 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وقال الموظفون السابقون، إن الشركة لم توظف، بعد توقيع العقد، عددًا كافيًا من المهندسين للتعامل مع الأعمال الإضافية، ما جعل بعض الموظّفين يشكّكون في التزامها بتطوير التكنولوجيا، مما يجعلهم أكثر عرضة لقبول العروض من المنافسين.

وواجه مشروع الجيش صعوبات فنية غير متوقّعة، حيث قال الموظفون السابقون إنه تبيّن أن إدخال قدرات عالية الجودة للرؤية الليلية إلى "هولو لنز" أمر صعب، وأضافوا أن عدد الموظفين المغادرين يُمكن أن يزيد من صعوبة مواجهة هذه الأنواع من التحديات.

في المقابل، أكدت "مايكروسوفت" أن لديها فريقًا قويًا، وتُحرّز تقدمًا في المشروع.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close