تتسابق التكنولوجيا الرقمية الحديثة في إمتاع الإنسان والولوج به إلى عوالم متعددة. و"الميتافيرس" هي إحدى هذه الإبداعات التي تتيح للمرء أن يعيش حياة موازية دون مغادرة المنزل.
فبحسب هذا المفهوم، يمكنك العيش والعمل واللعب بداخل عالم افتراضي، من خلال استخدام نظارات حوسبة تنقلك إلى عالم رقمي حيث يكون كل شيء ممكنًا.
وبصورة تدريجية يُفترض أن تسمح الشاشات والصور المجسمة لخوذ الواقع الافتراضي بتنقلات مرنة بين العالم الافتراضي والأماكن المادية، بما يشبه التنقل عن بعد.
"قفزة كبيرة"
وتصف كل من فيسبوك وشركات ألعاب الفيديو والإنترنت الأخرى العملاقة عالم الميتافيرس بـ"القفزة الكبيرة" في عالم الألعاب، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة "فرانس برس".
وكان نايل ستيفنسن قد طوّر هذا المفهوم في رواية الخيال علمي "الساموراي الافتراضي" عام 1992، وهو فضاء إلكتروني موازٍ للواقع المادي يستطيع المستخدمون التلاقي فيه بهدف التفاعل أو المناقشة أو حتى الترفيه.
ويتخذون لذلك شكل صورًا رمزية تمثلهم أو ما يعرف بـالـ"أفاتار".
وأقامت بعض ألعاب الفيديو أكوانًا ما ورائية محدودة الحجم للاعبيها، ومنها منصة "روبلوكس" التي تضم عددًا كبيرًا من الألعاب التي يبتكرها الصغار والمراهقون، ولعبة "فورتنايت" التي يبلغ عدد مستخدميها نحو 350 مليونًا.
"شعور بالوجود"
وفي الأشهر الأخيرة أصبح مصطلح "ميتافيرس" من أكثر الكلمات شعبية في عالم التكنولوجيا وألعاب الفيديو، حتى إن كبرى الشركات في القطاع تستثمر ملايين الدولارات في تطويره.
وآخر المنضمين إلى هذا المجال فيسبوك التي عدته مستقبل الشبكة الاجتماعية، وأعلنت أنها شكلت فريقًا يتولى العمل على إنشاء "الميتافيرس".
وأضافت أن الميزة الرئيسية له ستتمثل في الشعور بالوجود فعلًا مع الناس.
"عالم متكامل"
ويوضح خالد صافي، وهو متخصص تكنولوجيا وخبير معلومات، أن الألعاب هي جزء أساسي انطلقت من خلاله فكرة عالم "ميتافيرس".
لكنه يشير إلى أن هذا العالم سيكون موازيًا ومتكاملًا؛ فيه كل الاحتياجات البشرية وينتقل إليه الناس دون الحاجة فقط إلى الألعاب، بل لممارسة تفاصيل مختلفة في الحياة تتعلق بتنقلات ومعلومات وحتى تبادل.
ويردف: "مثلما نقلنا الإنترنت إلى عالم نستطيع من خلاله شراء الأشياء والتفاعل مع الأشخاص وحتى قراءة الأخبار، سيحدث ذلك في عالم الميتافيرس بطريقة رقمية جديدة هولوغرامية وثلاثية الأبعاد".