منذ اليوم الأول لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام أن الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين سيأكلون مما يأكل منه أهل غزة ويعالجون في الأماكن التي يعالج فيها أهل غزة.
وأما وضع أهل غزة فلم يعد خافيًا، من قلّة في المأكل وانعدام للملبس والمسكن والدواء. ولم يدخل شمال غزة أي مساعدات أو أدوية تقريبًا منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، بسبب التعنت الإسرائيلي والحصار الذي تفرضه على القطاع بشكل كامل.
لكن الآن تظهر لإسرائيل مشكلة، إذ لديها أسرى داخل القطاع يحتاجون للدواء، وقد طلبت عبر وسطاء إيصال أدوية لهؤلاء الأسرى داخل القطاع.
وبعد محاولات، نجحت قطر وفرنسا في التوصل إلى اتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس يقضي بإيصال أدوية يحتاجها الأسرى الإسرائيليون.
شروط حماس
وأفصح عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، عن جانب من تفاصيل الصفقة على موقع "إكس".
إذ تقدم الصليب الأحمر بطلب لإيصال مئة وأربعين صنفًا من الأدوية إلى الأسرى لدى الحركة، فوضعت الحركة عدة شروط لقبول الطلب، أولها مقابل كل علبة دواء للأسرى يجب أن يدخل ألف علبة للمدنيين المحاصرين داخل القطاع.
ومنع تفتيش شحنات الدواء من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأن توضع الأدوية في أربعة مستشفيات تغطي جميع مناطق قطاع غزة بما فيها أدوية الأسرى، وإدخال المزيد من المساعدات والغذاء للقطاع، حسب أبو مرزوق.
أما عن الدواء، فقد رفضت حماس أن توفر إسرائيل الأدوية بنفسها وطلبت أن توفر عبر وسيط، وقد تطوعت فرنسا بعرض توفير الدواء لكن حماس رفضت ذلك وفق ما قاله أبو مرزوق لعدم ثقتهم في فرنسا بوصفها وسيطًا، بينما طلبت من قطر توفيره فوافقت الدوحة.
مما حذّر رواد مواقع التواصل؟
وشغل الحديث عن الصفقة وتفاصيلها مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال عمر: "الكيان الصهيوني عنده خبرة جيدة في النانو تكنولوجي، فالحذر من أنهم زرعوا أجهزة تتبع دقيقة في كبسولات الأدوية. في أميركا بعض شركات التأمين مع بعض المستشفيات يستخدمون هذه التقنية للتأكد من أن المريض يأخذ الأدوية وإلا يزيدون التأمين عليه. لكن ثقتنا أن من أعد هذا الإعداد المبهر الذي فاجأ العدو والعالم لن يفوته ذلك".
أما همس فتقول: "لازم أي أدوية يتم إدخالها للأسرى تتم قراءة النشرة الداخلية لها بعناية، ربما يكون بها توجيهات معينة مثل تسميم للمقاومة أو أعراض تحتاج للنقل للمستشفى حتى يعرف الاحتلال أماكن الأسرى أو أجهزة تتبع بدلًا من الحبوب".
أما حمود فيقول: "لكل من يحذر من تقنية النانو وإمكانية زرعها بالدواء، أقول الآتي: "حماس اشترطت توفير الدواء عبر دولة يثقون بها، ولنفترض تم زرع تقنية تتبع بالدواء… يتتبعوا ايش ؟؟؟ لهم مئة وأربعة أيام يقصفون عشوائيًا الحي والميت ولم يحققوا أي هدف إلا قتل الأبرياء، ولذلك أظن كل العالم شهد أن هذا الكيان الغبي أثبت غباء تقنيته ومعداته وآلياته أمام شجاعة القسام وتوفيق الله".
ويضيف: "الأهم أن يصل الدواء إلى أهلنا في غزة ولا نريد أن نرى أبًا يبتر ساق ابنته بدون تخدير".
وأخيرًا يقول إلياس: "المقاومة تفرض شروطها مجددًا وتصر على إدخال الأدوية دون تفتيش، وهذا إنجاز لو تعلمون فيه رقبة نتنياهو المقطوعة سلفًا في انتظار انتهاء الحرب فقط حتى تسقط".
والتفاصيل التي كشفها أبو مرزوق أحدثت صدى واسعًا داخل الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا أن الإعلام الإسرائيلي لم يفصح عن أي تفاصيل تخص الصفقة، حتى فاجأهم أبو مرزوق بحجم الأدوية التي ستدخل للغزيين ودخولها دون تفتيش إسرائيلي، فبدأ الجميع يتنصل من مسؤوليته عن الصفقة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش لم يكن على علم بشرط عدم التفتيش وحملت المسؤولية لنتنياهو، أما نتنياهو فقال إنه وقع على أمر إدخال الأدوية وترك تفاصيل الإجراءات الأمنية للأجهزة المختصة.
لكن تبريره لم يقنع أحدًا، لا صديقه إيتمار بن غفير الذي طالبه بتحمل المسؤولية ولا خصمه بيني غانتس الذي عبر عن غضبه من شروط الصفقة، إلى أن تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن توجيهات من نتنياهو للجيش بتفتيش الأدوية.