في اليوم الثالث بعد المئة من العدوان على غزة، لم تتوقف الغارات والقصف الإسرائيلي العنيف على القطاع ما أدى إلى مزيد من الضحايا.
فالأربعاء، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، بالوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر المقاومة في منطقة الكرامة وبلدة جباليا شمالًا.
ونتيجة القصف الإسرائيلي الذي طال شمال غربي مدينة رفح وجنوب شرقي خانيونس وشرقي مخيم البريج وشمالي مخيم النصيرات، ارتفع عدد شهداء القطاع إلى 24 ألفًا و448 شهيدًا و61 ألفًا و504 مصابين، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
دبابات الاحتلال تتراجع من بعض المواقع
في غضون ذلك، تراجعت دبابات جيش الاحتلال من عدة مواقع كانت قد تقدمت فيها، جنوب وشمال القطاع.
واندلعت اشتباكات ضارية بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في محوري شمال شرقي القطاع وشمال غرب مدينة غزة.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأربعاء عن تمكن عناصرها من تدمير 6 دبابات من نوع ميركافا وناقلة جند في مناطق الاشتباك في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
كذلك استهدف عناصر القسام دبابة من نوع ميركافا وجرافة عسكرية للاحتلال بقذائف الياسين 105 في منطقة "البطن السمين" جنوبي خانيونس.
في المقابل، قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية مناطق الاشتباكات بعشرات القذائف فيما سمع أصوات إطلاق نار كثيف في تلك المناطق.
وفي هذا الإطار، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين إضافيين، بينما أفاد مستشفى سوروكا في بئر السبع بأنه استقبل 17 جنديًا مصابًا من غزة الأربعاء بينهم اثنان في حالة خطرة.
وأفادت معطيات الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بإصابة 35 جنديًا خلال الساعات الـ 24 الماضية في قطاع غزة بينهم 17 بالمعارك البرية.
إسرائيل تعد مبادئ لمفاوضات جديدة
على الصعيد السياسي، أشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تعمل على صياغة مبادئ لمفاوضات جديدة على صفقة تبادل أسرى .ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شدّد موقف إسرائيل في المفاوضات دون التنسيق مع وزراء الكابينت.
من جهته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، خلال انعقاد لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، إن الحديث عن "اليوم التالي لحماس" سابق لأوانه، لأنه "لم تتم هزيمة الحركة بعد" في قطاع غزة.
"تسويق" لمواصلة الإبادة
بدورها، اعتبرت حركة "حماس" أن حديث إسرائيل عن الانتقال لمرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة بمثابة "تسويق" من أبيب والولايات المتحدة لمواصلة "جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني".
وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان: "المرحلة الثالثة تعني الاستمرار في القتل والتدمير تحت عنوان جديد، فجرائم الإبادة والتدمير ومنع دخول المساعدات وخلق واقع غير قابل للحياة، كلها متواصلة".
ومن جانبه، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال استقباله وزيرة خارجية أستراليا بيني وونغ المجتمع الدولي إلى "ترجمة الأقوال إلى أفعال، ووقف العدوان وحرب الإبادة الإسرائيلية".
في غضون ذلك، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الحرب في غزة بأنها "مؤلمة"، وقال إن ثمة حاجة إلى دولة فلسطينية "تعطي الناس ما يريدون وتتعاون مع إسرائيل لتعمل بكفاءة".
إدخال أدوية ومساعدات إلى غزة بموجب وساطة قطرية
وعلى صعيد الوضع الصحي في القطاع، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة انتشار التهاب الكبد الوبائي من نوع "A" نتيجة الاكتظاظ في أماكن النزوح، وحذرت من توقف الفحص المخبري للدم "سي بي سي" جراء نقص المواد الخاصة به.
ومساء الأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية القطرية إدخال شحنة من الأدوية والمساعدات إلى قطاع غزة، خلال الساعات الماضية، ضمن اتفاق عقد بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في بيان نشره على منصة "إكس" إنه "تم خلال الساعات الماضية دخول الأدوية والمساعدات إلى قطاع غزة، تنفيذًا للاتفاق الذي تم الإعلان عنه يوم أمس لفائدة المدنيين في القطاع بما فيهم المحتجزين".
وأضاف أن "قطر تستمر مع شركائها الإقليميين والدوليين في جهود الوساطة على المستويين السياسي والإنساني".
ووصل مدينة العريش المصرية، الأربعاء، طائرتان تابعتان للقوات المسلحة القطرية، تحملان 61 طنًا من المساعدات، مقدمة من دولة قطر وفرنسا لصالح الفلسطينيين في قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
