اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، بأنه "كذب عليه" بشأن صفقة بيع كانبيرا غواصات فرنسية، ودعا لبذل المزيد من الجهد لإعادة بناء الثقة بين البلدين.
وعلى هامش اجتماع مجموعة العشرين في روما، أمس الأحد، سأل صحافي أسترالي ماكرون: "هل تعتقدون أن سكوت موريسون كذب عليكم؟"، فردّ الرئيس الفرنسي: "أنا لا أعتقد. أنا أعلم" ذلك.
وكانت باريس عبرت عن غضبها بعد قرار أستراليا المفاجئ فسخ عقد شراء 12 غواصة فرنسية ذات دفع تقليدي بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (55 مليار يورو) لشراء غواصات أميركية تعمل بالوقود النووي دون إنذار مسبق.
وفيما يتعلق بإمكان إعادة الثقة بموريسون، قال ماكرون: "نحن نتحدث، سنرى ماذا سيفعل". وأضاف: "أنا أكنّ الكثير من الاحترام لبلدكم والكثير من الاحترام والصداقة لشعبكم" لكن "عندما نكنّ الاحترام يجب أن يكون ذلك من الجهتين وأن يكون أسلوب التصرف وفقًا لهذه القيم".
— Laura Tingle (@latingle) October 31, 2021
التطلّع إلى المستقبل
وشدّد الرئيس الفرنسي على ضرورة التطلّع إلى المستقبل، الذي يشتمل على قرارات مشتركة ملموسة جدًا تدعم التحرّكات والمبادرات المشتركة حول المناخ والدفاع والابتكار، وفق قوله.
من جانبه، دافع موريسون، أمس الأحد، عن سلوكه داحضًا وجهة نظر ماكرون، ونافيًا أن يكون كذب على الزعيم الفرنسي في اجتماع خاص في يونيو/ حزيران الماضي، وقال موريسون: "أنا لا أتفق مع ذلك، هذا ليس صحيحًا".
وأضاف موريسون: "تناولنا العشاء سويًا. كما قلتُ في مناسبات عدة، شرحتُ بوضوح شديد أن خيار الغواصة التقليدي لن يلبي مصالح أستراليا".
وأردف: "أنا مدرك تمامًا لخيبة الأمل الموجودة (لديهم) ولست مندهشًا. لقد كان عقدًا مهمًا. ولذا فأنا لست متفاجئًا بمستوى خيبة الأمل" الفرنسية.
أول محادثة
وأجرى ماكرون الخميس محادثة هاتفية مع موريسون، هي الأولى منذ الأزمة التي اندلعت منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، إثر إعلان الشراكة الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، بحسب قصر الإليزيه.
وأكد الإليزيه أن رئيس الدولة الفرنسية أشار إلى أنه يعود الآن إلى الحكومة الأسترالية اقتراح خطوات عملية تجسّد رغبة السلطات الأسترالية العليا بإعادة تحديد أسس علاقتنا الثنائية ومواصلة عمل مشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وخلال الاتصال الهاتفي، أشار ماكرون إلى أن قرار أستراليا الأحادي تقليص الشراكة الإستراتيجية الفرنسية الأسترالية من خلال إنهاء برنامج الغواصات من فئة المحيطات لصالح مشروع آخر لم يتم توضيحه "كسَرَ علاقة الثقة بين دولتينا" حسب الإليزيه.
من جهته، أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة الماضي ضمنيًا بارتكاب خطأ، معترفًا بتصرف الولايات المتحدة "بشكل أخرق" في قضية الغواصات.
"لم يكن ملائمًا"
ولم يألُ بايدن جهدًا حيال ماكرون الذي استقبله في فيلا بونابرت، مقرّ السفارة الفرنسيّة في الفاتيكان، مع مصافحات متكرّرة وبسمات عريضة وتشديد على "مودّته الكبيرة" لفرنسا أقدم حليف للولايات المتحدة.
وقال بايدن: "ما قمنا به لم يكن ملائمًا ولم يكن على قدر كبير من اللياقة"، في أوضح إقرار أميركي بتحمل قسط من مسؤولية الأزمة التي نشبت بين بلاده وفرنسا بعد إعلان شراكة دفاعيّة مع أستراليا والمملكة المتحدة.
يذكر أن أستراليا ألغت صفقة غواصات بمليارات الدولارات مع فرنسا في إطار تحالف أمني جديد مع الولايات المتحدة وبريطانيا أعلن في سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلق عليه اسم أوكوس، ويتيح التحالف الأمني الجديد لأستراليا الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية.
وفاجأ هذا التحالف باريس، وأدى إلى استدعاء سفيري فرنسا من واشنطن وكانبيرا وسط اتهامات بأن فرنسا تعرضت للخيانة.
وسبق أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة الماضي، إنه يعتقد أنه تم إخطار فرنسا بإلغاء العقد قبل الإعلان عن اتفاق أوكوس، وأضاف أن أسلوب التعامل مع الاتفاق الأمني الجديد كان غير موفق.