الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

صناعة "البودكاست".. ما الموضوعات الأكثر رواجًا في العالم العربي؟

صناعة "البودكاست".. ما الموضوعات الأكثر رواجًا في العالم العربي؟

شارك القصة

"العربي" يلقى الضوءَ على تطور صناعة "البودكاست" في العالم العربي (الصورة: غيتي)
تتنوع موضوعات "البودكاست" جدًّا، في ظل ازدهار هذه الصناعة وتناميها في عالمنا العربي الذي يتّجه أكثر فأكثر نحو التحول الرقمي.

يعدّ "البودكاست" نسخة حديثة من الراديو، ولكن بعناصر رقمية، وأصبح له مكانة كبيرة في صناعة الإعلام الجديد بحيث أجبرت بعض المؤسسات الإعلامية باختلاف طبيعتها إلى إدخال هذا "الفنّ" في مضمون محتوياتها.

ويزدهر "البودكاست" في الآونة الأخيرة، في ظل توجه المحتوى أكثر فأكثر نحو الوسائط الرقمية المتخصصة بهذا الفن، ورغم أن هذه الصناعة رائجة في الغرب منذ سنوات عديدة، إلا أنها تعدّ وافدًا جديدًا إلى العالم العربي.

لكن مسحًا شاملًا أجرته منظمة "البودكاست العربي"، كشف عن نشر أكثر من 44 ألف حلقة "بودكاست" خلال عام 2021، في بلدان عربية عديدة ما يدل على أن هذه الصناعة بدأت تلقى رواجًا في العالم العربي ما قد يضع صانعي المحتوى العرب في مرتبة متقدمة من صناعة الثقافة بدلًا من تلقيها فقط.

موضوعات "البودكاست" العربية

وبحسب الدراسة نفسها، فإن موضوعات "البودكاست" العربية متنوعة جدًّا، لكن 3 منها احتلت المراتب الأولى مشكلةً 50% من الموضوعات، وهي الفئات التالية: البرامج الاجتماعية والحوارية، التعليم والثقافة، وموضوعات شخصية.

أما الموضوعات الأخرى، فترتبط بقضايا عامة وتطوير الذات، وعالم الأعمال، والفن، والترفيه، والصحة، والعافية، والأخبار، والتقنية، والرياضة، والعلوم.

كما يبدو أن محتوى "البودكاست" يستهوي الشباب أكثر من غيره، إذ وفق تقرير صادر عن "رويترز" منذ عام 2018 فإن الشباب أقل من 35 عامًا هم الأكثر ميلًا إلى الاستماع إلى هذا الفن.

ومن برلين، تشرح الباحثة وكاتبة محتوى "بودكاست" نور حريري أن سبب نمو هذه الصناعة لا سيما في العالم العربي هو التوجه العالمي نحو التحول الرقمي مثل استبدال القراءة بالكتب الصوتية، والمقالات البصرية والسمعية، إلى جانب "البودكاست".

صناعة محتوى "البودكاست"

وعن صناعة المحتوى الذي قد يجذب انتباه المتابعين، فتقول حريري لـ"العربي": لا يجب أن تبدأ "بما يرغب الجمهور الاستماع إليه"، إذ يجب في الدرجة الأولى التركيز على المحتوى عينه ليكون ملائمًا مع واقعنا ومجتمعنا وقضايانا.

وتردف أن هذا الأمر يختلف بين صانع وآخر ولكن "إذا كان المحتوى أصيلًا وحقيقيًا ويلامس هموم الناس وقضاياهم، فسيصل بالطبع إلى الناس".

وتلفت كاتبة محتوى "بودكاست" في هذا السياق، إلى أن "رغبات الناس مختلفة ومعظمها يميل إلى التسلية أكثر من الأمور العميقة وهذا ما يجب أن يحدده صانع المحتوى".

محدودية المحتوى التقديمي

أما فيما يتعلق بتوجه صناع المحتوى إلى الحديث بشكل صريح أكثر عن موضوعات قد تشكل في بعض الأحيان إشكاليات في العالم العربي، فترى حريري أن "البودكاست" يناقش بالفعل الموضوعات الجدلية والسياسية وغيرها، إلا أن طبيعته وطريقة تقديمه له محدوديته في هذا المجال، على حد قولها.   

لذلك ترى الباحثة أن الموضوعات الثقافية هي أكثر ملائمة لفكرة "البودكاست"، إلا إذا كان حواريًا فهنا يمكنه بالطبع التوسع في الموضوعات الأكثر إشكالية وسياسية على عكس "البودكاست" التقديمي الذي يتمحور حول تقديم محتوى مكتوب بشكل صوتي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close