لاحظ العلماء لأول مرة التموجات الخافتة الناتجة عن حركة الثقوب السوداء التي تمد وتضغط بلطف على كل شيء في الكون.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، يزعم العلماء أنهم يستطيعون "سماع" ما يسمى موجات الجاذبية منخفضة التردد.
وقالت مورا ماكلولين، المديرة المشاركة في مرصد "نانوغراف": "إنها حقًا المرة الأولى التي يكون لدينا فيها دليل على هذه الحركة الواسعة النطاق لكل شيء في الكون".
وتوقع عالم الفيزياء أينشتاين أنه عندما تتحرك الأجسام الثقيلة حقًا عبر الزمكان - نسيج كوننا - فإنها تخلق تموجات تنتشر عبر هذا النسيج.
الموسيقى الخلفية للكون
ويشبه العلماء أحيانًا هذه التموجات بالموسيقى الخلفية للكون.
ففي عام 2015، استخدم العلماء تجربة لاكتشاف موجات الجاذبية لأول مرة وأظهروا أن أينشتاين كان على حق. لكن حتى الآن، لم تكن هذه الأساليب قادرة إلا على التقاط الموجات عند الترددات العالية، كما أوضحت كيارا مينجاريللي، عضوة "نانوغراف"، عالمة الفيزياء الفلكية بجامعة ييل.
وقالت مينجاريللي: "إن تلك الزقزقة السريعة تأتي من لحظات محددة عندما تصطدم الثقوب السوداء الصغيرة نسبيًا والنجوم الميتة ببعضها البعض".
15 عامًا من البيانات
وفي أحدث الأبحاث، كان العلماء يبحثون عن موجات ذات ترددات أقل بكثير. وقد تستغرق هذه التموجات البطيئة سنوات أو حتى عقودًا للدوران لأعلى ولأسفل، وربما تأتي من بعض أكبر الأجسام في عالمنا: الثقوب السوداء الهائلة التي تبلغ كتلتها مليارات المرات من شمسنا.
تضمنت النتائج التي تم إصدارها هذا الأسبوع 15 عامًا من البيانات من "نانوغراف"، الذي يستخدم التلسكوبات عبر أميركا الشمالية للبحث عن الأمواج.
ووجه العلماء التلسكوبات إلى نجوم ميتة تسمى "النجوم النابضة"، والتي ترسل ومضات من موجات الراديو أثناء دورانها في الفضاء.
ويأتي رصد صوت الثقوب السوداء بعد نحو عام على التقاط أول صورة لثقب أسود عملاق في مجرة درب التبانة. فقد كشف فريق بحثي النقاب عن الصورة الأولى للثقب الأسود العملاق الموجود في مركز مجرتنا في مايو/ أيار 2022.
ووصف علماء الفلك الثقب الأسود "ساغيتاريوس إستار" بـ"العملاق اللطيف". وهو جسم هائل كتلته أكبر من شمسنا بملايين المرات. ويبعد عن الأرض نحو 26 ألف سنة ضوئية.
وتثير الثقوب السوداء اهتمام علماء الفيزياء الفلكية فهي تلتهم من شدة جاذبيتها كل مادة تقترب منها وحتى الضوء.
ويثبت هذا الثقب صحة النظرية النسبية لأنشتاين التي تنص على أن قوة الجاذبية تنتج عن انحناء المكان والزمان.