نشرت وكالة ناسا الفضائية فيديو جديد يظهر التفاعل الضوئي المنبعث من القرص التراكمي (دوامة الغاز الساخن) عندما يمر ثقبان أسودان أكبر من حجم الكتلة الشمسية بجانب بعضهما البعض.
والفيديو الذي سُجل عبر تقنية تنقل محاكاة واقعية للمشهد المعززة بواسطة التكنولوجيا، يظهر تكوين الثقبين شكل هالة مزدوجة عندما يمر أحدهما أمام الآخر بمشهد أشبه بـ"الرقصة"، وتتحول إلى أقواس متسلسلة سريعة التغير، بسبب الجاذبية.
ونقلت اللقطات عن زاوية بالقرب من المستوى المداري، حيث يأخذ كل قرص تراكمي مظهرًا مميزًا مزدوج الحدب.
وتحدث هذه التغيرات التي تحبس الأنفاس عندما يتنقل الضوء من كلا القرصين في نسيج متشابك للمكان والزمان بالقرب من الثقبين.
وقال جيريمي شنيتمان، عالم الفيزياء الفلكية في مركز "جودارد" لرحلات الفضاء التابع لناسا في "غرينبيلت" بولاية ماريلاند، الذي ابتكر هذا التصور: "نشهد ثقبين أسودين فائقي الكتلة، أحدهما أكبر بـ 200 مليون مرة من الكتلة الشمسية، ورفيق ثانٍ أصغر يزن نصف هذا الحجم".
ويضيف شنيتمان:"هذه هي أنواع الأنظمة الثنائية للثقب الأسود حيث نعتقد أن كليهما يمكن أن يحافظا على هذه الأقراص المتراكمة لملايين السنين".
وتتميز أقراص التراكم بألوانها المختلفة، الأحمر والأزرق، لتسهيل تتبع مصادر الضوء، لكن الاختيار يعكس أيضًا الواقع، إذ يعطي الغاز الأكثر سخونة ضوءًا أقرب إلى اللون الأزرق، وتتعرض المواد التي تدور حول الثقوب السوداء الأصغر لتأثيرات جاذبية أقوى تنتج درجات حرارة أعلى.
أما بالنسبة لهذه الكتل، فإن قرصي التراكم يصدران في الواقع معظم ضوئهما في الأشعة فوق البنفسجية، مع وصول القرص الأزرق إلى درجة حرارة أعلى قليلًا.
وتساعد مثل هذه التصورات العلماء على تقدير النتائج المذهلة للجاذبية الشديدة؛ إذ تؤثر الجاذبية على مسارات الضوء مع الحركة السريعة للغاز بالقرب من الثقب الأسود فينتج عنها لمعان باهر للقرص من خلال ظاهرة تسمى "تأثير دوبلر".
ويُظهر الفيديو أيضًا ظاهرة أخرى تعرف باسم الانحراف النسبي، أي حين تبدو الثقوب السوداء أصغر كلما اقتربت من العارض وأكبر عند الابتعاد.