بعد أيام من بدء إسرائيل عدوانها المدمر على قطاع غزة، التقطت وكالة "رويترز" صورة لإيناس أبو معمر، وهي تبكي وتحتضن جثة ابنة أخيها الشهيدة سالي، التي كانت تبلغ من العمر خمس سنوات آنذاك.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الصورة واحدة من أكثر الصور التي تجسّد معاناة الفلسطينيين خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ عام، والتي خلّفت قرابة 42 ألف شهيد ومئة ألف مصاب ونحو مليوني نازح في القطاع.
مأساة إيناس أبو معمر وجميع الغزيين
واستشهدت سالي مع والدتها وشقيقتها الرضيعة وجدّيها وعدد من أقاربها. وفقدت إيناس أبو معمر (37 عامًا)، عمّة سالي، شقيقتها التي استشهدت مع أطفالها الأربعة في غارة جوية في شمال غزة.
وقد نزحت إيناس ثلاث مرات لتجنب القصف الإسرائيلي، وفي إحدى المرات أمضت أربعة أشهر في خيمة.
واليوم، عادت إلى منزلها في خانيونس بجنوب غزة، حيث الشقوق في كل جزء من سقف المنزل وتغطي ستارة الحمام فتحة في الحائط بحجم نافذة.
وقالت إيناس أبو معمر وهي تجلس وسط الأنقاض في المقبرة الصغيرة بجوار منزل العائلة: "لقد فقدنا الأمل في كل شيء".
وأضافت أن قبر سالي موجود أسفل تلك الأنقاض. وتابعت: "حتى القبر لم يسلم من القصف".
وجدت سالي جثة هامدة في المشرحة
ومع تكثيف القصف بالقرب من منزله مع اندلاع العدوان على غزة، لجأ رامز مع عائلته إلى منزل أصهاره على بعد نحو كيلومتر واحد. وفي اليوم التالي تعرّض المنزل لغارة جوية.
وعندما سمعت إيناس أبو معمر بالغارة، توجهت مباشرة إلى مستشفى ناصر في خانيونس، وهناك رأت أحمد، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 4 سنوات، وأمسكت بيده. ووجدت سالي جثة هامدة في المشرحة.
وقالت إنها حاولت إيقاظها، ولم تصدق أن الصغيرة استشهدت.
قبل بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشير إيناس أبو معمر إلى أن العمل كان قليلًا والواردات كانت مقيدة بشدة، لكن أسرتها كانت تنعم بالاستقرار.
عاشت إيناس مع زوجها بالقرب من عائلة شقيقها رامز، مما أتاح لها قضاء الكثير من الوقت مع أبناء أخيها، أحمد وسالي وصبا.
يُشار إلى أن الصورة التي التقطها مصوّر "رويترز" محمد سالم لإيناس وهي تحتضن ابنة أخيها الشهيدة المُكفنة في ملاءة بيضاء، حصلت على أفضل صورة صحفية عالمية لهذا العام وفازت بجائزة بوليتزر.