في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، اختطف جيش الاحتلال المحامي الفلسطيني علّام حجازي من أحد المسارات التي كانت تؤدي إلى ما ادّعت إسرائيل أنها "مناطق آمنة" في قطاع غزة، فقضى الرجل في سجون الاحتلال قرابة 8 أشهر، قبل أن يتم الإفراج عنه.
وبعد مرور عام على بدء الحرب على غزة، روى الأسير الفلسطيني المحرّر علّام حجازي في حديث إلى التلفزيون العربي، أنّه في ذلك الوقت توجّه مع عائلته إلى المناطق الآمنة التي أعلنها الاحتلال في جنوب قطاع غزة، لكنّه فوجئ بأن الجيش الإسرائيلي يقوم بخطف النازحين بشكل عشوائي وبعنجهية من بين الملايين الذين توجّهوا إلى تلك المناطق.
وأضاف أنّ النازحين كانوا يُواجهون خطر الإعدام الفوري في حال رفضوا الإذعان لأوامر الاحتلال، مؤكدّا أنّه شهد حالات عديدة لإعدام نازحين خلال مرورهم في المسارات الآمنة.
ومضى يقول إنّ جيش الاحتلال اختطفه من بين أطفاله وزوجته، وأجبره على خلع ملابسه كاملة أمام الجميع.
ثم بدأت "ويلات العذاب" خلال التحقيق الميداني في ممر نتساريم. وفي هذا الصدد، قال حجازي إنّ الاحتلال حاول استخراج معلومات منه عن المقاومة وأسرى الاحتلال.
وأشار إلى أنّه اعتُقل مع أكثر من 150 نازح آخر خلال مرورهم عند من ما أسماه بـ"مصيدة نتساريم". وأضاف أنّ المعتقلين تعرّضوا للتعذيب في نتساريم، حتى أن أحد الجنود أدخل قلمًا في طبلة أذنه ثمّ أغلقها بالرمل.
اسوأ من غوانتانامو وأبو غريب
وبعد التحقيق الميداني في نتساريم، نُقل المعتقلون إلى معتقل سيدي تيمان، حيث كانوا مكبّلي الأيدي ومعصوبي الأعين، دون ماء أو طعام.
ولاحقًا، تمّ نقل حجازي إلى سجن النقب حيث عانى مع المعتقلين الآخرين "بشكل لا يُمكن وصفه".
وقال حجازي: "المعتقلات الإسرائيلية تحوّلت بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى ما هو أصعب من سجني غوانتانامو وأبو غريب".
وروى أنّه كان شاهدًا على قصة فظيعة لأسير استشهد بين أيدي زملائه المعتقلين، بعد أن تكسّرت عظامه أثناء التحقيق، دون أن يكونوا قادرين على فعل شيء لأجله، وهو ما جعلهم يشعرون بالعجز والضعف.
وأشار إلى أنّ الجرب تحوّل إلى مرض مزمن ينخر عظام الأسرى في السجون الإسرائيلية، نتيجة غياب النظافة.
وفيما لم يكن حجازي يدرك ما يحصل في الخارج خلال الأشهر الثمانية من اعتقاله، شبّه الأمر بالعيش في كهف.
وكانت الصدمة الأكبر له عند الإفراج عنه، إذ كان قد استشهد أخوه، وتدمّر منزل العائلة للمرة الثالثة، وجرى نقل والدته إلى قطر لتلقي العلاج، فيما نزحت عائلته إلى الجنوب وبقي هو وحيدًا في الشمال.