فيما يواصل الكوكب تسجيل درجات حرارة قياسية في فصل الصيف، تحمل موجات الحر مخاطر مرتفعة منها الإصابة بضربة الشمس التي قد تصل خطورتها على الإنسان إلى حد الوفاة.
ويرتفع احتمال التعرّض لهذه الحالة الصحية الطارئة في الأماكن التي تشهد درجات حرارة عالية ورطوبة منخفضة.
وقد عدّد منشور توعوي لمنظمة الصحة العالمية الأشخاص الأكثر عرضة للأمراض المصاحبة للحرارة، وجاء من بينهم الأطفال والرضع، والأشخاص الذين يفوق عمرهم 65 عامًا، وكذلك من يعانون أمراضًا جسدية، ولا سيما أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
ما هي ضربة الشمس؟
يوضح إيلي شمعون، الاختصاصي في طب الطوارئ والأمراض الباطنية من مستشفى "ذا فيو"، أن ضربة الشمس تنتج عن تعرّض المرء للحرارة المرتفعة بشكل مطوّل، بما يؤثر على قدرة الجسم على الحفاظ على درجة حرارته الملائمة عبر مركز تحكم الحرارة في الدماغ من خلال التعرّق.
ويقول في إطلالة أرشيفية عبر "العربي" إن درجة حرارة الجسم وفي ذيول ما تقدم ترتفع وصولًا إلى معدلات خطيرة.
أعراض ضربة الشمس وطرق العلاج
يميّز شمعون بين خمس درجات من الإصابة بضربة الشمس، تتباين خطورة كل منها وتختلف طريقة علاجها، وتستوجب مباشرة الانتقال إلى الظل:
- أخف هذه الدرجات تترافق مع ظهور طفرة جلدية، حيث يتحول لون الجلد إلى الأحمر وتظهر نقاط بيضاء ناتجة عن التعرق المحتبس داخل الجلد. ويكون الحل مع هذه الدرجة من الإصابة إلى جانب التوقف عن التعرض لأشعة الشمس والجلوس في الظل بشرب الماء.
- الدرجة الثانية تظهر معها حروق على الجلد، فيصبح لونه أحمر وتظهر فقاعات مؤلمة وحارقة، ما يستدعي التوقف عن التعرض للشمس وترطيب البشرة وتغطيتها بكمادات ماء بارد وشرب الماء.
- الدرجة الثالثة تتميّز بحصول تشنجات مؤلمة في العضلات ناتجة عن فقدان الجسم لكميات من الماء والأملاح. وبحسب شمعون، تتطلب هذه الحالة التوقف عن التعرّض لأشعة الشمس، والتوقف عن الحركة وشرب الماء وتبريد الجسم. أما في حال استمرار هذه التشنجات لأكثر من ساعة وتفاقمها، فلا بد حينها من التوجه إلى غرفة الطوارئ.
- الدرجة الرابعة ويظهر من أعراضها: الشعور بالإرهاق المفرط، والإصابة بحروق وتشنجات عضلية، وشعور المرء بأنه على وشك فقدان الوعي من دون أن يفقد وعيه فعليًا، والآلام الحادة في كل الجسم، وضيق بؤبؤ العين، وتسارع نبضات القلب. وأمام خطورة هذه الدلالات، يجدر علاجها سريعًا من خلال شرب الماء ومحلول ملحي، وتخفيف الملابس ما أمكن، مع الاستعداد للتوجه إلى أقرب مستشفى في حال ساءت أوضاع المصاب.
- الدرجة الخامسة وتعتبر الأكثر خطورة ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة في حال عدم معالجتها، وتشمل أعراضها كل ما سبق إضافة إلى الانهيار وفقدان الوعي. وتستوجب طلب سيارة الإسعاف سريعًا أو التوجه على الفور إلى غرفة الطوارئ.
كيف يمكن الوقاية من ضربة الشمس؟
في إطلالة أرشيفية عبر "العربي"، يتطرق استشاري الطوارئ والسموم في مؤسسة "حمد" الطبية جلال العيسائي، إلى سبل الوقاية من ضربة الشمس، مميزًا بين نوعين من الإجهاد الحراري: ذلك الناتج عن التعرض لدرجات حرارة مرتفعة من الشمس، وما ينتج عن التعرض لدرجات حرارة مرتفعة مثل حال عمال المخابز والأطفال في السيارات.
ويشير إلى أن أهم طرق الوقاية تكمن في الابتعاد عن مصدر الحرارة وشرب كميات كافية من السوائل التي تساعد الجسم على طرد الحرارة.
كما يتحدث عن ضرورة استشارة الطبيب بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة، وارتداء الملابس الفضفاضة زاهية اللون التي تعكس أشعة الشمس، واستخدام القبعات والنظارات الشمسية.
ويوضح أن كل ذلك يأتي بعد التوعية والفهم الصحيح لمعنى ضربة الشمس والأمراض المصاحبة للحرارة.