يُعتبَر مرض الزهايمر الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، وهو المصطلح العام لفقدان الذاكرة، والتدهور المعرفي. ويشير المعهد الوطني للشيخوخة في أميركا (NIA) إلى أنّ الزهايمر عادة ما يُصيب الأشخاص في سن 65 عامًا تقريبًا، لكنّه قد يصيب أيضًا الشباب في عمر الثلاثينيات، ولو كان ذلك أقلّ شيوعًا.
وعلى الرغم من عدم وجود طريقة لمنع الإصابة بمرض الزهايمر، فقد وجدت الأبحاث أنّ اتباع أسلوب حياة صحي، قد يُقلّل فرص الإصابة بالمرض، تمامًا كما أنّه يقلّل من خطر الإصابة بالعديد من الأوبئة الأخرى مثل أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، والسكري، رغم أنّ العوامل الوراثية تبقى بالمرصاد.
ويوضح موقع "ميدلاين بلس" (medlineplus.gov) أنّ خطر الإصابة بالزهايمر يزداد مع التقدّم بالعمر. ويبدأ معظم الأشخاص الذين يصابون بهذا المرض بالشعور بالأعراض في سنّ 65 عامًا تقريبًا. ويُعرف هذا النوع باسم مرض الزهايمر المتأخر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا.
أما مرض الزهايمر المبكر فهو أقلّ شيوعًا، إذ يشمل حوالي 10% من المصابين بمرض الزهايمر. وعادة ما يحدث في عمر مبكر عن سن 65. ويمكن أن تظهر الأعراض في أي وقت بين الثلاثينيات ومنتصف الستينيات.
وفي حالات نادرة، قد يصيب المرض من لم يصلوا إلى الثلاثينات حتى، كما حصل مع شاب صيني يبلغ من العمر 19 عامًا فقط قبل فترة، حيث شخّص الأطباء إصابته بالمرض، ما جعله أصغر شخص يتمّ تشخيصه بهذه الحالة في العالم. وأوضح العلماء أنّ الشاب بدأ يعاني من تدهور في الذاكرة عندما بلغ 17 عامًا، وتفاقمت الخسارة المعرفية لديه على مرّ السنين.
ما هي أسباب الإصابة بالزهايمر؟
وبينما لا تزال الأبحاث مستمرة في أسباب الإصابة بمرض الزهايمر، يرجّح العلماء أن تكون الطفرات الجينية السبب في ظهور مرض الزهايمر المبكر، على الأقل لدى بعض الأشخاص.
أما أسباب الإصابة بمرض الزهايمر المتأخر فلا تزال غير مفهومة حتى الآن، وفقًا للباحثين، الذين يرجّحون أن يكون هذا النوع من المرض ناتجًا عن سلسلة من العوامل الوراثية والبيئية، إضافة إلى خيارات نمط الحياة.
وتشير وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية (HHS) إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، حيث قد تبدأ الأعراض بالظهور في الأربعينيات من العمر.
ما هي الأعراض الشائعة لمرض الزهايمر؟
مرض الزهايمر هو مرض تدريجي. لذلك في البداية، قد يكون من الصعب تمييز الأعراض المبكرة للمرض.
ويشرح موقع "ميدلاين بلس" بعض العلامات والأعراض الشائعة التي يجب الانتباه إليها، مع الأخذ بالاعتبار أن المرض يختلف من شخص إلى آخر:
- مشاكل في إيجاد الكلمات مقارنة بأشخاص من العمر نفسه؛
- صعوبة في التعرف على الأشخاص وتسمية الأشياء؛
- مشاكل في الرؤية والضياع أو الارتباك حتى في بيئة مألوفة؛
- التفكير الخاطئ أو إساءة الحكم على الأمور، ما قد يؤثر على اتخاذ القرارات؛
- صعوبة في إدارة الأموال ودفع الفواتير؛
- استغراق وقت أطول من المعتاد لإكمال المهام اليومية العادية؛
- طرح الأسئلة نفسها بشكل متكرر؛
- الضياع حتى في الأماكن التي يعرفونها مثل الحي الذي يعيشون فيه؛
- وضع الأشياء في غير محلها، أو وضعها في أماكن غريبة؛
- التغيرات في الحالة المزاجية والشخصية، بما في ذلك إظهار زيادة القلق و/ أو العدوانية.
كيف نقلّل من مخاطر الإصابة بالزهايمر؟
بناء على الفهم الحالي للمرض، فإن مرض الزهايمر ليس شيئًا نعرف كيفية الوقاية منه. ومع ذلك، هناك بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من فرص الإصابة به. ويُعتبر العمر هو أكبر عامل خطر لا يمكننا التحكّم به.
وتوضح مجلة "هيلث" (health.com) أنّه قد نتمكّن من تقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر من خلال التركيز على أسلوب حياتنا وسلوكنا، إذ تقلّ فرص الإصابة بمرض الزهايمر، عندما نعمل على الوقاية من أشياء مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري. ويمكننا القيام بذلك عن طريق اتخاذ خيارات نمط حياة صحي.
ما هي هذه الخيارات؟
لاتباع أسلوب حياة صحي العديد من الامتيازات الصحية، بما في ذلك إمكانية الحفاظ على نشاط دماغك مع تقدمك في العمر.
وفي هذا الإطار، تقدّم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية (HHS) هذه الخيارات:
- السيطرة على ارتفاع ضغط الدم؛
- الحفاظ على مستويات صحية من سكر الدم (الغلوكوز)؛
- الحفاظ على وزن صحي؛
- اتباع نظام غذائي صحي؛
- النشاط البدني وممارسة الرياضة المعتدلة؛
- النشاط الذهني وممارسة ألعاب الطاولة أو الكلمات أو الألغاز الرقمية؛
- التواصل مع الآخرين والانضمام إلى أنشطة اجتماعية؛
- علاج مشاكل السمع؛
- النوم المثالي من سبع إلى ثماني ساعات في الليل يوميًا؛
- تجنّب إصابات الرأس؛
- الحد من استهلاك الكحول؛
- عدم التدخين؛
- المثابرة على إجراء الفحوصات والاختبارات الصحية.
كما تجدر الإشارة إلى ضرورة الحصول على العلاج في أقرب وقت ممكن مهم، إذ يمكن أن يتسبّب عدد من الحالات الأخرى في نفس أعراض مرض الزهايمر. وإذا تم اكتشافها في وقت مبكر بما فيه الكفاية، فيمكن عكس بعض هذه الحالات.