ضربه 19 سجّانًا حتى الموت.. "العربي" ينقل تفاصيل استشهاد ثائر أبو عصب
من منزل الأسير الشهيد ثائر سميح أبو عصب في قلقيلية ينقل مراسل "العربي" عميد شحادة، شهادات أفراد عائلة الشهيد بعد اعتراف قوات الاحتلال الإسرائيلي بتورط 19 سجانًا في تعذيبه وقتله قبل 33 يومًا.
فقبل اعتراف سلطات الاحتلال، كانت العائلة تمتلك معلومات موثّقة عن الاعتداء العنيف جدًا الذي تعرّض له ابنها في السجن ما أدى إلى استشهاده، فيما لا تزال الأسرة تنتظر إلقاء نظرة الوداع على جثمان ثائر الذي تحتجزه إسرائيل.
في التفاصيل، نقل شحادة أنه "منذ لحظة استشهاد الأسير لدى عائلته رواية ومعلومات عما جرى مع ابنها من خلال رفاقه الأسرى الذين خرجوا من السجن.. فقد كانت العائلة تعرف أن سلطات الاحتلال في سجن النقب قامت باغتياله".
لكن التقرير الذي صدر يوم أمس الأربعاء عن إدارة السجون الإسرائيلية، يؤكّد تورّط 19 سجّانًا في الاعتداء بالضرب على ثائر حتى الموت، ما أعاد فتح جرح العائلة بعد شهر على استشهاد ابنها.
الأم الثكلى تطالب بجثمان ابنها الشهيد
وقضى الشهيد أبو عصب 19 عامًا في سجون الاحتلال، وبعد كل هذه المدة كانت الأسرة تأمل أن يخرج ثائر حيًا بعد تمضيته مدة حكمه البالغة 25 عامًا، لكن قوات القمع في سجن النقب كان لها مخطط آخر.
وطالبت ليلى والدةُ الشهيد الأسير ثائر أبو عصب عبر "العربي" بتسليمها جثمان ابنها الذي قتلته قواتُ الاحتلال.
وقالت الوالدة الثكلى إنها كانت تنتظر أن ترى ابنها حيًا مُحرَّرًا لكنَّ سياسة الإجرام والقمع الإسرائيلية حرمتها من ذلك.
وأردفت لمراسلنا: "ما حصل كان صعبًا كثيرًا عندما علمت بالخبر اليوم وأخبروني بما حصل مع ثائر.. أريد جثمانه بأسرع وقت.. أنا ما زلت متفاجئة بموت الشهيد الثائر واليوم فتحوا لي جرحًا جديدًا".
شقيق الشهيد يدعو لتحقيق دولي مستقل
من جهته، كشف معاد شقيق الشهيد الأسير ثائر أبو عصب لـ"العربي" أن شقيقه المحكوم بالسجن 25 عامًا، قُتل في سجون الاحتلال على أيدي قوات الاحتلال التي اقتحمت مهجعه واعتدت بالضرب المبرح عليه حتى القتل.
ويتابع معاد مع المحامين والمؤسسات الحقوقية قضية استشهاد ثائر، مشيرًا إلى أن أحد الأسرى المحررين أخبرهم بالتفصيل ما جرى مع ثائر، متسائلًا عن سبب استهدافه لا سيما وأنه محكوم بالسجن لمدة طويلة.
ويوضح لـ"العربي": "عندما يأتي الخبر أن 19 سجانًا تم التحقيق معهم، ولكن يخرج بن غفير بقرار عدم محاكمتهم.. فأين الديمقراطية التي يتحدثون عنها؟".
وطالب شقيقُ الشهيد بتحقيقٍ دوليٍّ مستقلٍ في واقعة قتل أخيه، مشيرًا إلى همجية الاحتلال وعدم أهليته ونزاهته بسبب عنصرية محاكمه إزاء الفلسطينيين.
ورغم كل الألم الذي تعيشه العائلة، يؤكد معاد أنهم يحمدون الله أن ثائر مات شهيدًا معربًا عن الفخره بذلك، لكنه شدّد على ضرورة أن يتسلموا جثمان الشهيد.
توقيت الإقرار الإسرائيلي
كذلك، ينقل شحادة طرح الرأي العام الفلسطيني علامات استفهام حول سبب اعتراف إدارة السجون بأن عناصرها اغتالوا أبو عصب، "فكل ما يصدر عن مصلحة السجون بالنسبة للفلسطينيين يكون له سبب"، وفق مراسلنا.
وعادةً ما تنكر سلطات الاحتلال روايات الأسرى المحررين حول التعذيب والتنكيل الذي يتعرضون له، وتتكتم الحكومة الإسرائيلية عن هذه الانتهاكات التي ليست بجديدة.
ويتساءل الفلسطينيون عما إذا كان هذا الاعتراف، يأتي بهدف "طمأنة" المستوطنين اليمينين بأنه يتم تعذيب الأسرى وهو مطلب يتفاخر به هؤلاء.