الأحد 17 نوفمبر / November 2024

ضرب وحرق بالسجائر.. صحافي أميركي يروي أهوال التوقيف والاعتقال في ميانمار

ضرب وحرق بالسجائر.. صحافي أميركي يروي أهوال التوقيف والاعتقال في ميانمار

شارك القصة

 الصحافي نايثن مونغ
يعتقد مونغ أن الدبلوماسية الأميركية لعبت دورًا في إسقاط جميع التهم ضده وإطلاق سراحه في يونيو (غيتي)
قال نايثن مونغ، وهو مواطن أميركي مولود في ميانمار، عن فترة توقيفه: "ضربوا طبلة أذني بأياديهم عدة مرات، سدّدوا لي الضربات في الوجه والكتفين. وركلوا جانبيّ".

لجأ الصحافي نايثن مونغ إلى التأمل الذهني عندما كان يقبع في السجن بسبب تقاريره عن الانقلاب الدامي في ميانمار، لكن حتى في ولاية فيرجينيا الهادئة حيث يُقيم لا يمكنه نسيان الذين تركهم خلفه؛ ومن بينهم زميل لا يزال تحت رحمة سجانيه.

في مارس/ آذار، عندما شنّ المجلس العسكري حملة استهدفت التظاهرات المطالبة بالديمقراطية في شوارع ميانمار، وصل قرابة 45 جنديًا إلى مكتب مونغ في العاصمة الاقتصادية رانغون.

"أرجوكم لا تطلقوا النار"

وفيما شقت الفرقة طريقها بقوة عبر البوابة وباب موصد، كان مونغ يبلغ أصدقاءه في رسائل بأنه على وشك أن يُقبض عليه، حسبما أفاد.

وأشار إلى توجهه للجنود لدى اقتحامهم المكتب شاهرين أسلحتهم بالقول: "أرجوكم لا تطلقوا النار علينا".

وتشهد بورما مظاهرات عارمة منذ فبراير/ شباط، عندما أطاح جنرالات الجيش بالزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي وحكومتها.

ورد الجنرالات مستخدمين القوة؛ من إطلاق النار على المتظاهرين، واعتقال معارضين مفترضين، وتوقيف صحافيين، وإغلاق مواقع إخبارية.

وراح نايثن وزميله هنثار نيين يراقبان الفرقة التي كانت "تأخذ كل شيء من مكتبنا"؛ مبالغ مال ومجوهرات وحتى أحذية، قبل أن يُقتادا إلى مركز استجواب في شمال رانغون.

وهناك أُوقف مونغ ـ وهو مواطن أميركي مولود في ميانمار ـ "لأربعة أيام"، أكد أنه حُرم خلال ثلاثة منها الطعام وليومين من الماء.

وتابع: "بقيت أمارس رياضة التأمل الذهني حسب طريقة فيباسانا لأكون متيقظًا".

وأردف: "بعدما شربت أول رشفة من الماء، قلت في نفسي بأنني سأبقى على قيد الحياة. لن أُقتل".

إحكام القبضة على المعارضة

وقُتل أكثر من 880 شخصًا واعتُقل 6500 تقريبًا في حملة القمع، بحسب مجموعة رصد محلية، علمًا بأن "مجلس إدارة الدولة"، كما يطلق المجلس العسكري على نفسه، يعترض على تلك الأرقام.

وتقول مجموعة أخرى هي "ريبورتينغ آسيان": إن 89 صحافيًا اعتُقلوا منذ الانقلاب.

وفي مارس/ آذار، قام صحافي ببث مباشر صوّر فيه وقائع اعتقاله على الصفحة الرسمية لصاحب العمل على فيسبوك، وسُمع في التسجيل المتسم بالفوضى طَرق مدوٍ على مدخل المبنى الذي يقيم فيه.

ووُجهت إلى المؤسسة الإعلامية "كامايوت ميديا"، التي أسّسها مونغ، اتهامات مماثلة بموجب قانون يعود لفترة الاستعمار يجرّم التشجيع على معارضة الجيش.

وإضافة إلى استخدامه القوة الغاشمة، أعاد الجيش صياغة قانون من الحقبة الاستعمارية يعتبر نشر "الأخبار المضللة" جريمة، مع إحكامه قبضته على المعارضة.

"أحرقوا جلده بسيجارة"

وسرعان ما أدرك مونغ ما ستكون العواقب الوحشية لتوقيفه. وقال: "ضربوا طبلة أذني بأياديهم عدة مرات، سدّدوا لي الضربات في الوجه والكتفين. وركلوا جانبيّ".

ومع وصوله إلى المركز كان هاتفه قد كُسر، ولم يعد ذا فائدة للمحققين الذين كانوا يبحثون عن أرقام معارضين وصحافيين آخرين.

لكن هنثار نيين كان لا يزال يزاول عمله، وطلبوا كلمة السر الخاصة به.

وقال مونغ: "وضعوا ساقيه على ألواح ثلج لساعات، أحرقوا جلده بسيجارة".

ورفض أن يكشف عن كلمة السر إلى حين هدّدوه بالاغتصاب، بحسب مونغ، وعندما عثروا على صور له مع سو تشي وشخصيات سياسية أخرى، أوسعوه ضربًا مجددًا.

ويؤكد فريق الإعلام التابع للمجلس العسكري أن جميع التحقيقات والاستجوابات تُنفذ طبقًا للقانون.

"ذلك حطم قلبي"

يعتقد مونغ أن الدبلوماسية الأميركية لعبت دورًا في إسقاط جميع التهم ضده، وإطلاق سراحه في يونيو/ حزيران.

حرية حُرم منها حتى الآن مواطنه الأميركي الصحافي جاني فينستر، الموقوف منذ 24 مايو/ أيار، وهو الصحافي الأجنبي الوحيد الذي لا يزال في سجون المجلس العسكري.

وفي فريدريكسبرغ بولاية فيرجينيا، شدد مونغ على أنه مصمّم على مواصله عمله والتوصل إلى "ميانمار حرة"، والسعي للإفراج عن صحافيين مسجونين آخرين كزميله هنثار.

وحتى يتحقق ذلك تتواصل معاناته. فهو أشار إلى أنه اتصل بمحاميه وهنثار لدى وصوله إلى الولايات المتحدة، وقال إنه أُبلغ بأن زميله كان يبكي في المحكمة عندما تركه وغادر.

وأضاف: "ذلك حطم قلبي.. لا أستمتع بحريتي على الإطلاق".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، أ ف ب
تغطية خاصة
Close