كثّفت حركة "طالبان" الأفغانية هجومها على مناطق شمال أفغانستان تزامنًا مع إعلان القوات الأميركية البدء بتسليم قاعدة باغرام الجوية إلى الجيش الأفغاني، في عملية تستغرق نحو أسبوعين.
وازداد العنف على نحو حادّ منذ إعلان واشنطن في أبريل/ نيسان الماضي عزمها سحب كل قواتها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول من العام الجاري.
ورغم تصاعد العنف يواصل الجيش الأميركي سحب ما تبقى من قواته البالغ عددها 2,500 جندي من البلاد.
وفي أبريل، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن باستكمال خروج جميع القوات الأميركية؛ الأمر الذي سينهي مشاركة الولايات المتحدة على الأرض في حرب أفغانستان التي بدأت منذ نحو 20 عامًا.
طالبان وأوراق الضغط
ويوضح الباحث والكاتب السياسي محب الله شريف أن "طالبان" تسعى من خلال تكثيف هجماتها إلى "إثبات وجودها في المناطق التي تسيطر عليها"، واستخدامها على اعتبارها "ورقة ضغط" على طاولة المفاوضات المقرّرة في الدوحة.
ويشير شريف في حديث إلى "العربي"، من كابل، إلى أن طرفي الصراع الأفغاني أبديا استعدادهما للعودة إلى طاولة المفاوضات، بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، لكن "الأمر لا يزال مبهمًا، لأن أيًّا من الطرفين لم يستطيعا تقديم صورة واضحة للأجندة التي سوف يتمّ البحث فيها"، خلال المفاوضات.
ويتوقّع شريف أن أسوأ السيناريوهات يتمثّل في تحوّل الصراع إلى "حرب أهلية بين الطرفين إذا ما أخلّ المجتمع الدولي بتعهّداته باستمرار دعم الحكومة الأفغانية ماديًا وعسكريًا"، بعد الانسحاب الأميركي من البلاد؛ الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى "تشتيت القوات الأفغانية مجددًا".
وأعلنت القوات الأميركية البدء بتسليم قاعدة باغرام الجوية إلى الجيش الأفغاني في عملية تستغرق نحو أسبوعين.
وقاعدة "باغرام" الجوية هي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان، تقع على بعد 50 كيلومترًا شمال شرق كابُل. بناها الاتحاد السوفياتي أثناء الاحتلال عام 1979، ويتجمّع فيها 2500 جندي أميركي.
تسارع الانسحاب الأميركي
إلى ذلك، تسارع الانسحاب الأميركي من أفغانستان المقرّر أن يكتمل بحلول 11 سبتمبر بشكل كبير الأسبوع الماضي، ليبلغ ما بين 30 و44% من مجمل العملية، وفقًا لتقدير أسبوعي صدر عن وزارة الدفاع الأميركية الثلاثاء.
وسحب الأميركيون من البلاد ما يعادل 300 طائرة شحن من طراز "سي-17" محملة بالعتاد، وفقًا للقيادة المركزية للجيش الأميركي. كما سلّموا أكثر من 13 ألف قطعة من المعدات لوكالة تابعة للبنتاغون لتدميرها.
تكثيف الهجمات
ولم يضع بدء الانسحاب الأميركي من أفغانستان حدًا للهجمات التي تشنها "طالبان" ضد الحكومة الأفغانية وجيشها والمدنيين. وأمس الثلاثاء، قُتل سبعة مدنيين أفغان إثر تعرض منزلهم لقصف بقذائف الهاون من قبل "طالبان"، في ولاية جوزجان شمالي البلاد.
كما لقي 4 أشخاص مصرعهم في تفجير نفّذته الحركة بسيارة مفخخة، استهدف مديرية أمن بولاية بغلان، شمالي أفغانستان.
وقال جاود بشارات، الناطق باسم مديرية أمن بغلان: إن 3 عناصر أمن ومدنيًا، قضوا في التفجير، فيما أصيب 28 آخرون، بينهم 8 من قوات الأمن.
كما قتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وأصيب 14 آخرون بانفجار مزدوج غربي كابُل.