بعد نحو شهر على مقتله في غارة أميركية في كابُل، لا يزال الغموض يلف مصير جثمان زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، حيث جدّدت حركة "طالبان" نفيها العثور على الجثة.
وأعلن المتحدث باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، اليوم الخميس، أن الحركة لم تعثر على جثمان الظواهري، وأنها تواصل التحقيقات في الأمر.
وفي الثاني من أغسطس/ آب الحالي، أعلنت واشنطن أن الظواهري قُتل بصاروخ أطلقته طائرة مسيّرة بينما كان يقف في شرفة منزل يختبئ فيه في كابُل، لكنها لا تملك تأكيدًا من خلال تحليل الحمض النووي لمقتل الظواهري، مشيرة إلى أنها تأكدت من هويته من خلال مصادر أخرى.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي في الثاني من اغسطس: "ليس لدينا تأكيد من خلال تحليل الحمض النووي. لن نحصل على هذا التأكيد. بصراحة تامة، استنادًا إلى معلومات من مصادر ووسائل عديدة، لسنا بحاجة إلى ذلك (تحليل الحمض النووي)".
لكن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أكد في السادس من أغسطس، أن الحركة لم تعثر على أي جثة في موقع اغتيال الظواهري، مضيفًا أن المتفجّرات التي استخدمت في هذا الهجوم "دمّرت كل شيء بشكل كامل".
إلا أنه في اليوم التالي، ذكر أمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني السابق أشرف غني في تدوينة له عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"، أن "طالبان" قامت بدفن جثمان الظواهري ورفاقه سرًا في في منطقة بانجواي في ولاية قندهار جنوب أفغانستان.
بن لادن.. دُفن في البحر
وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان اغتيال زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، الذي قُتل في 2 مايو/ أيار 2011، في عملية اقتحام نفّذها الجيش الأميركي لمكان إقامته في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كيلومترًا عن إسلام أباد.
وبعد ذلك، أعلنت واشنطن أنها رمت جثمان بن لادن في البحر، بعد لفه بقطعة قماش بيضاء في حقيبة ثقيلة، ثمّ وضعته على لوح انزلق إلى البحر، بمشاركة غواصة أميركية لضمان نزول الجثة إلى قاع البحر.
الزرقاوي.. مجهول القبر
ويُضاف أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، إلى قائمة قيادات التنظيم "مجهولي القبور". وقُتل الزرقاوي في غارة جوية أميركية في العراق في 7 يونيو/ حزيران 2006.
وحينها ذكرت الولايات المتحدة أنها سلّمت جثمان الزرقاوي للحكومة العراقية التي دفنته في مقبرة سرية، وفق التقاليد والأعراف الإسلامية، من دون تحديد مكانها.
جثمان البغدادي.. بين البحر والعراق
كما تضاربت المعلومات حول مصير جثة زعيم "تنظيم الدولة" أبو بكر البغدادي، الذي اغتيل في غارة اميركية في مدينة إدلب في 26 اكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وبينما أكد ثلاثة مسؤولين أميركيين لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة دفنت أشلاء البغدادي في البحر، بعد شعائر مطابقة للشريعة الإسلامية، ذكرت وسائل إعلام أن جثة البغدادي نُقلت مع عدة جثث إلى قاعدة "عين الأسد" الأميركية في محافظة الأنبار العراقية.
وأشارت معلومات متداولة إلى أن جثة البغدادي دفنت في إحدى مناطق العراق، دون ذكرها، لاسيما أن بعض المسؤولين الأميركيين أكدوا أنه ستتم مراعاة تقاليد المنطقة في هذا الشأن.