الخميس 21 نوفمبر / November 2024

طالت ربع الأراضي اللبنانية.. أوامر إخلاء إسرائيلية تثير الرعب والإرباك

طالت ربع الأراضي اللبنانية.. أوامر إخلاء إسرائيلية تثير الرعب والإرباك

شارك القصة

تُصدر إسرائيل تحذيرات وأوامر إخلاء  بوتيرة شبه يومية - الأناضول
تُصدر إسرائيل تحذيرات وأوامر إخلاء بوتيرة شبه يومية - الأناضول
وفقًا لدائرة حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يخضع ربع الأراضي اللبنانية الآن لأوامر التهجير العسكرية الإسرائيلية.

أواخر الشهر الماضي، بدأت إسرائيل بتوسيع عدوانها على لبنان، وبدأت تتواتر أوامر الإخلاء و"التحذيرات" الإسرائيلية من الضربات الجوية المقبلة، لكنّها لم تكن كافية لا وبل مضلّلة في الكثير من الأحيان.

وفي 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي 80 ألف مكالمة هاتفية باللبنانيين، لـ"تحذيرهم" من ضربات جوية مقبلة، لكنّ الأمر انتهى باستشهاد نحو 500 شخص في يوم واحد، ربعهم من الأطفال والنساء.

ومنذ ذلك الحين، أصدرت إسرائيل تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي بوتيرة يومية تقريبًا. وكثيرًا ما يُصبح هذا الواقع الخطير واضحًا في منتصف الليل.

وتطلب التحذيرات من الناس إخلاء منازلهم "على الفور"، وعادة ما تتبعها سلسلة من الضربات الليلية التي غالبًا ما تُسبّب أضرارًا في مناطق خارج تلك التي تم تحذيرها، بينما من النادر أن يتمّ إصدار التحذيرات قبل الغارات التي يشنّها خلال النهار.

ووفقًا لدائرة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يخضع ربع الأراضي اللبنانية الآن لأوامر التهجير العسكرية الإسرائيلية.

تحذيرات غير قانونية

وقال رمزي قيس، الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيروت لوكالة "أسوشييتد برس": "إنّ دعوة سكان نحو 30 قرية للمغادرة على الفور ليست فعّالة، وتُشير بشكل غير قانوني إلى أنّ المدنيين الذين لا يغادرون منطقة ما، سيُعتبرون مقاتلين".

وأضاف قيس أنّ إسرائيل "ملزمة بحماية المدنيين الذين يرفضون الإخلاء، أو غير القادرين جسديًا على ذلك".

كما تنتقد منظمة العفو الدولية ممارسة إسرائيل المتمثّلة في تحذير بلدات وقرى بأكملها بضرورة الإخلاء.

وقالت أغنيس كالامارد الأمينة العامة للمنظمة في بيان الخميس الماضي: إنّ هذا "يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان المقصود من ذلك إيجاد الظروف للنزوح الجماعي".

لا تحذيرات

وروى الفنان اللبناني معين شريف لحظة قيام جاره بايقاظه عند الساعة الثالثة فجرًا، ليُنبّهه إلى أنّ إسرائيل حذّرت بضرب مبنى مجاور لهم في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وسرعان ما فرّ شريف وزوجته وأطفالهما الثلاثة من المبنى السكني متعدّد الطوابق، وظهر بثياب النوم في الشارع، حيث لم يكن لديه الوقت حتى لارتداء ملابسه أو حتى أخذ شيء من منزله.

وفي غضون خمسة دقائق، سُمعت الانفجارات وانهارت المباني المجاورة. لكن في كثير من الغارات، لا يُصدر جيش الاحتلال تحذيرات على الإطلاق.

فالغارة الجوية على مبنى سكني في عين الدلب بالقرب من مدينة صيدا الجنوبية الشهر الماضي، أدت إلى دفن نحو 70 شخصًا تحت الأنقاض.

وكان أشرف رمضان (34 عامًا) ووالده من بين المحظوظين الذين تمكّن عمال الإنقاذ من إخراجهم أحياء، بينما استشهدت شقيقته الصغرى جوليا ثم استشهدت والدته في المستشفى متأثرة بجراحها.

وكان أشرف وجوليا يقودان معًا مبادرات لدعم العائلات اللبنانية النازحة في صيدا ومحيطها.

وقال رمضان: "المجتمع الدولي نائم ولا يتخذ أي مبادرة، وهو ما يُعطي إسرائيل ذريعة للاستمرار بوحشيتها، بحجة الدفاع عن النفس".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - أسوشييتد برس
تغطية خاصة
Close