يعود الجيش الإسرائيلي إلى اتباع إستراتيجية عسكرية تدميرية تسمى "عقيدة الضاحية"، لينتهجها في لبنان كما فعل ويفعل في غزة.
وتعتمد "عقيدة الضاحية" على الحرب النفسية وتخويف السكان، حيث تنتهج القتل المتعمد للمدنيين وتدمير البنية التحتية بالكامل، وهو الأمر الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت حاليًا.
من أسّس "عقيدة الضاحية"؟
وكان جيش الاحتلال قد وجّه أوامر بإخلاء سكان الضاحية الجنوبية لبيروت تمهيدًا لقصفها وتدميرها بشكل كامل، في تجسيد لعقيدة الضاحية التي استخدمها في عدوانه على لبنان عام 2006.
وغادي آيزنكوت قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي هو من وضع الأسس، التي تقوم عليها "عقيدة الضاحية"، والمتمثلة بتفعيل القوى النارية الإسرائيلية والتدمير الكامل للمدن والقرى والبنية التحتية للمناطق التي يتم اجتياحها واستهداف المدنيين.
وقد استخدمها الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة في عامَي 2008 و2012.
وفي عام 1948، مارس الاحتلال التطهير العرقي بحق الفلسطينيين وارتكبت العصابات الصهيونية مجازر لإجبار الفلسطينيين على الخروج من أراضيهم، بعد إلحاق دمار بها وهو الأسلوب نفسه المتبع في "عقيدة الضاحية"، وفقًا للانتهاكات التي جرى توثيقها.
طُبقت في غزة
وقد واصل الجيش الإسرائيلي استخدام "عقيدة الضاحية" التدميرية إبان اجتياحه للبنان عام 1982، وطبّقها كذلك خلال عام 2014 على قطاع غزة تحت مسمى عملية "الجرف الصامد" آنذاك.
كما طبّقها الاحتلال منذ بدء العدوان على القطاع الفلسطيني المحاصر في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وما يزال حتى الآن، حيث يفرض عقوبات جماعية على المدنيين بحرب إبادة ممنهجة حرمت الفلسطينيين من أبسط حقوقهم في الحياة والحماية من القصف والغارات.