السبت 16 نوفمبر / November 2024

التدمير بهدف التدمير.. ما هي عقيدة الضاحية التي يعتمدها الاحتلال بغزة؟

التدمير بهدف التدمير.. ما هي عقيدة الضاحية التي يعتمدها الاحتلال بغزة؟

شارك القصة

دمّر الاحتلال  60% من منازل قطاع غزة
دمّر الاحتلال 60% من منازل قطاع غزة وفق ما يُعرف باسم عقيدة الضاحية - الأناضول
يعتمد الاحتلال عقيدة الضاحية الحربية باستهداف متعمّد وممنهج للمدنيين فقط من أجل التدمير.

في السابع من اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شنّ جيش الاحتلال حرب إبادة على قطاع غزة، استخدم فيها أسلحة جديدة سوّت 60% من منازل القطاع بالأرض، أي حوالي ربع مليون وحدة سكنية خلال شهر واحد، وفق ما يُعرف بإستراتيجية عقيدة الضاحية.

وزعم جيش الاحتلال أنّ القصف الذي أباد مربعات سكنية كاملة تسبّب "بالخطأ" بوقوع أكثر من 11 ألف شهيد وأكثر من 29 ألف جريح.

لكنّ الحقيقة هي أنّ الاحتلال يعتمد استراتيجية "عقيدة الضاحية"، وهي تُثبت أنّ الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين متعمّد وممنهج.

ما هي عقيدة الضاحية؟

عقيدة الضاحية هي استراتيجية عسكرية انتهجها جيش الاحتلال في حربه على لبنان في يوليو/ تموز عام 2006.

اتخذت اسمها من الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، والتي تتمركز فيها مقرّات "حزب الله".

ويُعتبر غادي إيزنكوت قائد القيادة الشمالية في جيش الاحتلال آنذاك، عرّاب هذه العقيدة التي تقوم على تفعيل قوة نار غير متكافئة مع مصدر التهديد، وتسوية البنى التحتية للقرى والبلدات بالأرض بهدف تدفيع الحاضنة الشعبية ثمن خيارات قيادة المقاومة، وبالتالي تأليبها على المقاومة، ناهيك عن كسر موازين القوى العسكرية في الميدان.

ويُمكن وصفها بأنّها عقيدة التدمير لأجل التدمير، من دون أي هدف عسكري يمكن التماسه من الدمار.

فشل عقيدة الضاحية في لبنان

ورغم أنّ طائرات الاحتلال حوّلت عام 2006 الضاحية الجنوبية لبيروت إلى أنقاض، وبينما أدت الحرب إلى استشهاد أكثر من 1190 شخص وجرح 5 آلاف آخرين وتهجير نصف مليون مدني، فشلت "عقيدة الضاحية"، حيث تكبّد جيش الاحتلال خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.

وبعد عامين من الحرب، استخدم جيش الاحتلال "عقيدة الضاحية" في حرب غزة عام 2008. وفي الدقائق الخمس الأولى للعدوان، استُشهد 300 مدني فلسطيني جراء استهداف الاحتلال للمدنيين، ليصل عدد الشهداء خلال 30 يومًا من الحرب إلى أكثر من 1400 شهيد، وأكثر من 5 آلاف جريح معظمهم من المدنيين.

ثمّ اعتمد جيش الاحتلال العقيدة ذاتها في حروبه المتتالية على قطاع غزة عام 2012 و2014 و2019، ودمّر البنى التحتية لقطاع غزة.

وقال الباحث الفلسطيني الأميركي رشيد الخالدي بعد الحرب على غزة عام 2014: "هذه الممارسات ليست عقيدة إستراتيجية بقدر ما هي مخطط واضح لعقاب جماعي أو حتى جرائم حرب".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close