الأحد 8 Sep / September 2024

طرد أمينة اتحاد نقابات أوروبا.. هل ينذر بتصادم بين سعيّد واتحاد الشغل؟

طرد أمينة اتحاد نقابات أوروبا.. هل ينذر بتصادم بين سعيّد واتحاد الشغل؟

شارك القصة

فقرة ضمن "الأخيرة" تناقش مسار العلاقة بين السلطة واتحاد الشغل التونسي بعد طرد الأمينة العامة للنقابات الأوروبية (الصورة: رويترز)
يقول الاتحاد العام التونسي للشغل إنّ استهدافه في هذا الوقت تحديدًا هدفه عرقلة مبادرة الإنقاذ التي يعدّها مع منظمات مدنية لتقديم تصوّر لتجاوز الأزمة في تونس.

دعت السلطات التونسية الأمينة العامة لاتحاد النقابات الأوروبية إيستر لانش إلى مغادرة البلاد في غضون 24 ساعة باعتبارها شخصًا غير مرغوب فيه وذلك بعد مشاركتها في وقفة لاتحاد الشغل جنوبي البلاد. 

وأوضحت رئاسة الجمهورية في بيان، أن "العلاقات الخارجية لاتحاد الشغل أمر يعنيه وحده، ولكن لا مجال للسماح لأي جهة كانت من الخارج بالاعتداء على سيادة الدولة وسيادة شعبها"، وفق وصفها. 

وتجمّع الآلاف أمس السبت، في ولاية صفاقس جنوبي تونس استجابة لدعوة اتحاد الشغل، في مظاهرة تطالب بإطلاق سراح نقابيين موقوفين، وترفض مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد.

وشهدت ثماني ولايات أخرى احتجاجات مماثلة حملت المطالب نفسها، ولم تخلُ من رسائل سياسية ترفض التفرّد بالسلطة وتؤكد ضرورة الاستماع للجميع.

لكنّ هذه الرسائل يرفضها المقرّبون من الرئيس قيس سعيّد، مؤكدين أنّ الحق النقابي مكفول وأنه لا توجد أيّ مساعٍ لضربه، بحسب ما ينقل مراسل "العربي" في تونس عن هؤلاء.

في المقابل، يقول الاتحاد إنّ استهدافه في هذا الوقت تحديدًا هدفه عرقلة مبادرة الإنقاذ التي يعدّها مع منظمات مدنية لتقديم تصوّر لتجاوز الأزمة في تونس.

"التصادم" مستبعد

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة تونس شكري خميرة أن الأزمة بين اتحاد الشغل والرئيس التونسي ظهرت بشائرها في الأشهر الأخيرة ولا سيما بعد احتدام الأزمة الاجتماعية ودخول البلاد في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، حيث بدأ الاتحاد يشعر بأنه تورط في مساندته لمسار لم يتصور أنه سيؤدي لانفراد رئيس الجمهورية بالسلطة بشكل مطلق وما ترتب عليه من مشاكل على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وعلى مستوى الحريات النقابية

ويرى خميرة في حديثه إلى "العربي" من تونس أن ذلك سيؤدي إلى احتدام العلاقة لكنه لا يدل على قطيعة محتملة، رافضًا تفسيرات البعض التي تتوقع اقتراب التصادم بين الاتحاد وسعيّد. ويشير إلى أن "الاتحاد له علاقة عضوية تاريخية بالسلطة السياسية في تونس ويصعب أن يفرط بهذا الارتباط".

تحركات تهديدية

ويعتبر خميرة أن هذا الضغط هو من أجل تخفيف ضغط رئيس الجمهورية على الاتحاد؛ أكثر مما هو لخلق واقع جديد في علاقة الاتحاد بالسلطة. ويفسر تحركات الاتحاد بأنها رسالة تهديدية إلى السلطة التنفيذية ولرئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أن العبارة التي تتكرر على ألسن القيادات هي الحريات النقابية. 

ويقول خميرة: "الاتحاد ماض في مبادرته وفي خارطة الطريق لكي تنتهي مآلات هذه المبادرة في يد رئيس الجمهورية"، لافتًا إلى أن إبقاء سعيد في هذه المبادرة يؤكد أن الاتحاد لا يفكر في التصادم بل يراهن على تغيّر الوضع السياسي باتجاه دخول أطراف أخرى في السلطة غير رئيس الجمهورية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close