لم تعد "فتاة مع بالون" مجرد رسمة جدارية بدأت في لندن عام 2002 لفنان الغرافيتي الشهير بانكسي، بل أصبحت الفتاة الصغيرة التي تمد يدها نحو بالون أحمر على شكل قلب تحمله الرياح، حقيقة من لحم ودم وخوف في حرب غزة لا مجرد تعبير في خيال فنان مجهول.
فقد نقل مراسل "العربي" مشاهد توغل آليات الاحتلال في شارع المدارس بمخيم جباليا شماليَّ قطاع غزة، واجتياح الدبابات مراكز الإيواء، وإجبار النازحين على المغادرة تحت طائلة القصف المدفعي العنيف.
وخطفت لقطة واحدة أنظار الجميع واختزلت مأساة غزة وخوف أطفالها، وحكت كل شيء عن حجم العدوان.
فقد كان الأهالي يخرجون ركضًا من المدارس ويحملون بعضًا من متاعهم. ومن بين الهاربين طفلة تحمل بالونا زهريا تركض هاربة على وقع أزيز الرصاص. كانت الطفلة تسارع الخطى بينما تحكم قبضتها على البالون الذي كانت تحمله وتتلفت للخلف بين الفينة والأخرى.
ونقلت كاميرا "العربي" حالة الخوف والرعب التي سيطرت على السكان من أطفال ونساء ومسنين، وهم يحاولون الهروب من مراكز إيواء يفترض أنها آمنة، على وقع أصوات القذائف والرصاص الذي يحاصرهم.
ومنذ السبت الماضي، شن الاحتلال عملية عسكرية موسعة في شمال قطاع غزة أدت لسقوط عدد من الشهداء وموجة نزوح جديدة، في ظل تفاقم الجوع وغياب أي منظومة طبية وشح المساعدات الإغاثية والإنسانية.
وفي ظل عدم قدرتها على الوصول إلى الشمال منذ أشهر، لم تجد مؤسسات الأمم المتحدة أمامها سوى التحذير من تفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع.