أفادت الطبيبة الأردنية في منظمة "أطباء بلا حدود" تانيا الحاج حسن بأن هناك تعبيرًا صادمًا أصبح يُستخدم حصرًا في غزة خلال الأسابيع الماضية بعد بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهو (WCNSF) ويعني "طفل مصاب مات جميع ذويه"، نقلته عن زملائها الشاهدين على الكارثة الإنسانية والصحية غير المسبوقة في القطاع.
وفي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني، تحدثت الطبيبة الأردنية في شهادتها عن المشهد الكارثي الذي يعيشه سكان غزة، وخصوصًا الأطفال.
وفي حديث لشبكة الـ"بي بي سي" قالت الطبيبة الأردنية: "ما سأقوله الآن قد يشكّل صدمة كبيرة عند مقارنته مع الرواية التي بتنا نستمع إليها عبر شاشتكم وأنا أنتظر دوري للمقابلة".
وأضافت أن "ما يحصل هو انهيار هائل على شكل معاناة بشريّة، وهو انهيار مسؤول عنه البشر، 100%. إنها أسوأ كارثة إنسانية شهدتها في حياتي وعبر مسيرتي المهنية الطويلة في الطب الإغاثي، وهي كارثة تفجع ضمائر كل عامل أعرفه في هذا المجال".
انهيار المنظومة الصحية في غزة
وتابعت الطبيبة أن المنظومة الصحية انهارت تمامًا، في ظل قصف وحشي أباد عائلات بأكملها وطال كل شيء.
وفي هذا الصدد، قالت الحاج حسن: "النظام الصحي الكامل قد انهار قبل حوالي أسبوع، وقد تم الإعلان عن ذلك أمام أنظار العالم كلّه".
وأضافت: "في هذه الأسابيع، كان هناك قصف عشوائي، أو لعله لا يصحّ استخدام هذه الكلمة هنا، فالحاصل هو استهداف مباشر لمؤسسات الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف والكنائس والمساجد والمدارس والمخيمات، وما تبع ذلك من قطع دابر عائلات بأكملها في ثوان فقط".
ومن بين القصص التي روتها الطبيبة الأردنية كانت عن طفلة عمرها 10 أعوام كتبت على ورقة أسماء أفراد عائلتها قبل فقدانهم كلهم.
وقالت الحاج حسن في هذا الإطار: "أحد الأطباء من غزة أخبرني قبل بضعة أيام عن حالة لطفلة صغيرة مصابة، كانت في جيبها قطعة ورق أعطته إياها، وقد أرسل لي صورة منها. كان فيها 27 اسمًا، وقالت إنهم أفراد عائلتها".
ووفق الحاج حسن، قالت الطفلة: "من فضلكم ابحثوا عنهم تحت الركام ولا تبحثوا عن هذه" وأشارت إلى اسم أختها التي قُتلت.
واعتبرت الطبيبة أن الوقف المؤقت لإطلاق النار "لا يعني شيئاً"، إذا تم استئناف العدوان مجددًا، واتهمت أميركا وإسرائيل بتبرير قتل أهل غزة.
وقالت: "كلّ ما نسمعه من الرئيس جو بايدن، هو مواصلة الدعاية للحرب وتبريرها".
