رصدت مراسلة "العربي" في الخرطوم المشاهد على الأرض مع دخول الهدنة المعلنة بين طرفي القتال حيز التنفيذ منذ منتصف الليل.
وكشف وقف إطلاق النيران ما خلفته المعارك من أزمات إنسانية ومعاناة للمواطنين منذ أكثر منذ أسبوع.
وكان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، قد أعلن عن هدنة لمدة 3 أيام بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بعد معارك طاحنة بينهما، اندلعت في 15 أبريل/ نيسان.
وتسببت المعارك خلال أكثر من أسبوع، بمقتل أكثر من 420 شخصًا وإصابة زهاء أربعة آلاف، ونزوح عشرات الآلاف في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، وانقطاع الكهرباء، وتراجع حاد في القدرة على توفير الخدمات الصحية.
الخبز والسيولة
وقالت مراسلة "العربي" درة قمبو اليوم، إن طوابير من المواطنين تشكلت عند مداخل الأفران مع انقطاع الخبز، كما أن الخدمات غابت كليًا وسط تراكم النفايات والأوساخ في شوارع العاصمة، وحال نقص الوقود دون مغادرة العديد من المواطنين الخرطوم، والذين يعانون بدورهم من نقص حاد في السيولة المالية.
وأوضحت قمبو أن التطبيق البنكي الأشهر في الخرطوم، لا يعمل بانتظام، كما أن المعاملات الإلكترونية الضرورية لشراء بطاقات السفر، أو التبضع لشراء المواد الغذائية باتت شبه مستحيلة بسبب عدم توفر خدمة التحويلات البنكية.
الغاز والوقود
قمبو أشارت إلى أن المواطنين السودانيين وفي ظل تفاقم الأوضاع المعيشية، باتوا يتكلون على بعضهم بعضًا بنسبة كبيرة، في ظل أزمة غاز فرضت على البعض السير لمسافات طويلة على الأقدام للحصول على كمية ضئيلة منه.
وفي ظل وقف إطلاق النار، قالت قمبو إن رغبة حقيقية تجتاح سكان الخرطوم في مغادرة المدينة، كما أن الشوارع باتت شبه خالية، ما عدا الطوابير أمام حافلات المغادرة أو الأفران.
وأضافت مراسلة "العربي" في رسالتها بأن الدفاع المدني في السودان، أصدر اليوم تحذيرًا بضرورة إخلاء محطات الوقود ممّا تبقى فيها من هذه المادة، خشية تعرضها لإصابات نارية تتسبب في اشتعالها، وذلك رغم أن تلك المحطات كانت مغلقة بالكامل، ما فاقم أزمة سكان العاصمة.
ورأت أنه ومع تحذيرات الدفاع المدني، فقد تفتح بعض محطات الوقود للتخلص من الكميات المتوفرة لديها.
