أوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن ظاهرة "النينيو" المناخية ستعود إلى الظهور مع حلول هذا الصيف، ما قد ينذر بارتفاع درجات الحرارة، واضطراب الأمطار في قارات العالم.
وبحسب التحديث الجديد لحالة المناخ، فإن فترة النينيا السائدة منذ ثلاث سنوات على وشك الانتهاء، لتبدأ فترة محايدة قصيرة قبل أن تحل محلها ظاهرة النينيو، وهما ظاهرتان تحدثان بشكل متعاقب.
فقد أظهر التحديث أن احتمالات حدوث الظروف المحايدة ستحصل في الفترة الممتدة بين مارس/ آذار ومايو/ أيار المقبل، بينما تزداد فرص حدوث ظاهرة النينيو في الفترة بين يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين.
وتعيد هذه الاحتمالات إلى الأذهان الحرارة القياسية التي سجلت في وجه فترة النينيو الأخيرة عام 2016، العام الأسخن على الإطلاق منذ بداية الثورة الصناعية.
وكانت قد أظهرت دراسة نشرها البنك الدولي أن التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو كان مساهمًا أقل أهمية في موجة الجفاف التي ضربت تونس، ومناطق أخرى من المغرب العربي عام 2015 و2016، وكانت آثار هذا التذبذب أكثر وضوحًا في أجزاء أخرى من العالم مما هي عليه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ما الفرق بين النينيا والنينيو؟
- النينيا والنينيو ظاهرتان مناخيتان متعاقبتان في إطار تذبذب طبيعي غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في شرق المحيط الهادئ قريبًا من مناطق خط الاستواء.
- تأثير كبير لهذا التذبذب على ظواهر الطقس في قارات عدة وفق موقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية.
- الرياح الموسمية تهب في المحيط الهادئ حول خط الاستواء من الشرق (أميركا) باتجاه الغرب (أستراليا وآسيا)، فتدفع المياه السطحية الدافئة نحو الغرب وتصعد المياه الباردة في السواحل الأميركية.
- في فترة النينيا تكون الرياح الموسمية أكثر شدة، ودرجة حرارة سطح أبرد من المعتاد في شرق المحيط ما يدفع بمزيد من المياه العميقة الباردة نحو السطح.
ظاهرة النينيا
وفي هذا الإطار، يوضح رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني في لبنان مارك وهيبة، أن ظاهرة النينيو هي ظاهرة معاكسة للنينيا، وهي موجودة بالمحيط الهادئ الذي عادة ما تكون درجات الحرارة السطحية فيه مرتفعة غرب المحيط، وتكون نسبيًا باردة شرقه، بحيث تكون درجات الحرارة على الشواطئ الأميركية باردة نسبيًا.
أما على شواطئ إندونيسيا وأستراليا، حسب وهيبة، فتكون درجات الحرارة أعلى بشكل بسيط، ولكن الحرارة الأكبر تكون بوسط المحيط الهادئ، مشيرًا إلى أن هذا يسمى بالوضع الطبيعي، أي لا يكون هناك النينيا أو النينيو، مشيرًا إلى ارتفاع زائد في درجات الحرارة في فترة النينيا التي يعيش الإنسان السنة الثالثة منها.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، يشرح أن تأثيرات هذه الظاهرة المناخية مختلطة بين جفاف ببعض المناطق وغزارة بالأمطار في مناطق أخرى.
ويشرح وهيبة، أن اشتداد الرياح السطحية فوق المحيط التي تتجه من الشرق إلى الغربي بظاهرة النينيو، تؤدي إلى تكدس للمياه الساخنة غرب المحيط، حيث تشهد المناطق الأسترالية الإندونيسية ارتفاعًا بدرجة حرارة المياه وتكون نسب التبخر أكبر، ما يؤدي إلى عملية أمطار غزيرة الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الفيضانات في هذه المناطق.
ويضيف أن الشواطئ الأميركية وخليج المكسيك وجنوب الولايات المتحدة، والبيرو وتشيلي تشهد برودة بالمياه، ما ينعكس على شكل سماء صافية تغيب عنها الغيوم والأمطار، وتشهد جفافًا.
ظاهرة النينيو
ويتابع أن النينيو هي العملية المعاكسة، فعندما تخف الرياح الشرقية التي تهب على المحيط، فإن كميات المياه الساخنة التي تكدست بغرب المحيط ترجع إلى موقعها الطبيعي، وتتجه شرقًا لتوصل على الحدود بالشواطئ الأميركية، حيث تنتقل الأمطار من غرب الحوض إلى شرق الحوض.
ويرى وهيبة أنه من المتوقع أن تصبح الظواهر المتطرفة أكثر تطرفًا، بحيث تصبح فترة تساقط الأمطار أطول، ما يسبب فيضانات، وانجرافات بالتربة.
وبشأن الفترة المحايدة التي تتوسط النينيا والنينيو، يلفت إلى أن الدول بهذه المرحلة يمكنها تأهيل البنى التحتية لكي تصبح جاهزة لأي مخاطر مستقبلية.