أصبح من الواضح أن تغير المناخ يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان، فالعديد من الأبحاث العلمية قد سبق وأكدت ذلك.
وفتحت دراسة تابعة لجامعة "جورج تاون" باب النقاش أمام العلماء واختصاصيي أمراض الصدر عن قدرة تغير المناخ في زيادة احتمالية ظهور الفيروسات المرتبطة بالحرارة في عملية قد يتسبب بها ذوبان الجليد في القطب الشمالي.
وبحسب الدراسة، فإن بعض الفيروسات التي تجمدت منذ مئات السنين قد تتمكن من الوصول إلى مضيفات حيوانية بعد ذوبان الجليد وقد تنتقل إلى الإنسان الأمر الذي قد يؤدي إلى أمراض وأوبئة جديدة.
أكثر من ذلك، فإن آلاف الفيروسات الجديدة بين أنواع الحيوانات ستظهر بحلول عام 2070، هذا ما سبق وكشف عنه العلماء في جامعة جورج تاون، حيث استخدم الباحثون نموذجًا لفحص كيف يمكن أن يهاجر أكثر من 3000 نوع من الثدييات ومشاركة الفيروسات على مدار الـ50 عامًا المقبلة إذا ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار درجتين مئويتين.
وأوضح الباحثون أن جميع الفيروسات لن تنتقل إلى البشر أو تصبح أوبئة بحجم فيروس كورونا، لكن عدد هذه الفيروسات قد يزيد من خطر انتشارها بين البشر.
أما اختصاصيو أمراض الصدر، وبعد اطلاعهم على دراسات عديدة، فقد أكدوا أن الإجراءات التي تؤثر على المناخ في استخدام الوقود الأحفوري، والتلوث الذي يظهر في الهواء قد يزيد من احتمال انتشار فيروسات تنفسية معنية، والتي قد تنتقل من مكان إلى آخر، وتجد مضيفات لها.
وفيما تعمل الأشجار على تنقية الهواء فإن قطعها يؤدي إلى زيادة احتمالية انتشار هذه الفيروسات الجديدة.
علاقة قوية بين المناخ وصحة الإنسان
وفي هذا الإطار، يوضح المختص في علم الفيروسات يحيى مكي أن هناك علاقة قوية جدًا بين صحة الإنسان والمناخ، لأن الإنسان هو أحد مكونات النظام البيئي، مشيرًا إلى أن كل ما هو موجود في البيئة من ماء وهواء وحيوان هو في خدمة الإنسان.
ويشرح أن الضرر سيصيب الإنسان في حال نقص الهواء أو الأكسجين أو الماء والغذاء وحتى الطاقة الشمسية.
وفي حديث إلى "العربي" من مدينة ليون الفرنسية، يبين مكي أن هناك نوعين من الفيروسات، الأول بدون غلاف ويتكون إما من DNA أو RNA، والنوع الثاني بغلاف يتكون أيضًا إما من DNA أو RNA.
وينصح بتلقي الإنسان اللقاحات ليحمي نفسه من الفيروسات بشكل سنوي ضد الإنفلونزا أو الكوفيد، كما يشدد على ضرورة تلقيح الأطفال لحمياتهم من فيروسات الشلل أو مرض السل أو التهاب الكبد.
ويتابع مكي أن الإنسان يمكن أن يحمي نفسه من الفيروسات من خلال حماية البيئة والأشجار.