توّعد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بأن يكون ردّ بيونغيانغ حازمًا، وبأن يلجأ إلى القنبلة الذرّية في حال حصول هجوم نووي ضد بلاده، بينما يتجه مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع الإثنين لبحث الملف الكوري الشمالي.
وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قال إن أحدث تجربة صاروخية أجرتها كوريا الشمالية كانت على "صاروخ طويل المدى.. يمكنه إصابة العديد والعديد من البلدان"، مؤكدًا وجوب أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة ذلك الأمر.
"المواجهة الشاملة بمواجهة شاملة"
وأشارت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية إلى أن كيم أشرف بنفسه على عملية الإطلاق الصاروخية، التي أجرتها كوريا الشمالية الجمعة.
وأوردت الوكالة أن كيم انتقد ما أسماه "تدريبات حرب العدوان". وقال إنه إذا استمرت الولايات المتحدة في توجيه تهديدات ضد بلاده، فإن بيونغيانغ "سترد بحزم على الأسلحة النووية بأسلحة نووية، وعلى المواجهة الشاملة بمواجهة شاملة بلا رحمة".
ولفتت الوكالة إلى أن كيم حضر عملية الإطلاق الصاروخية "مع ابنته الحبيبة وزوجته". وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام الحكومية كيم مبتهجًا، يسير أمام صاروخ عملاق برفقة فتاة ترتدي سترة وتنتعل حذاءً أحمر.
وسط مخاوف دولية من تجاربها.. #كوريا_الشمالية تطلق صاروخا باليستيا جديدا يمكنه الوصول إلى #الولايات_المتحدة تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/FiWlqwqgiN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 18, 2022
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن خبراء أن من النادر جدًا أن تأتي وسائل الإعلام الحكومية على ذكر أولاد كيم، وقد يكون ذلك أول تأكيد رسمي لوجود ابنته.
وذكرت الوكالة أن إطلاق صاروخ هواسونغ -17 من الطراز الجديد الجمعة، قد "أثبت بوضوح موثوقية نظام الأسلحة الإستراتيجية الرئيس الجديد".
وأضافت: "كيم جونغ أون قال إنه جاء ليؤكد مرة أخرى أن القوى النووية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قد وصلت إلى قدرة قصوى جديدة يمكن الاعتماد عليها لاحتواء أي تهديد نووي".
ومنذ أن أعلن كيم في سبتمبر/ أيلول الماضي، أن كوريا الشمالية كرّست رسميًا سياسة تجعل من وضعها النووي أمرًا "لا رجعة فيه"، عزّزت واشنطن التعاون الأمني الإقليمي، بما في ذلك عبر إجراء تدريبات عسكرية مشتركة، وتبحث عن طرق لتعزيز الحماية التي توفرها لسول وطوكيو.
"كيم جونغ أون يريد إيصال رسائل"
وتحدث الخبير العسكري والإستراتيجي أحمد رحال، عن ظروف إطلاق الصاروخ في كوريا الشمالية ومنها أنه يأتي في ظل أوضاع اقتصادية ونوع من عدم الاستقرار.
وتوقف في إطلالته عبر "العربي" من اسطنبول، كذلك عند الاتهامات المتبادلة بين الكوريتين، وبين كوريا الشمالية واليابان، والتي طالت أيضًا الولايات المتحدة في ظل انعقاد الهيئة الاستشارية للدفاع الصاروخي و"إبيك".
وأشار إلى المناورات التي تجري بين كل من واشنطن وسول وطوكيو، والتي اعتبرت بيونغيانغ أنها قد تكون سيناريو لغزو الأراضي الكورية أو للإطاحة بنظام الحكم فيها، وبالتالي رأت فيها نوعًا من الاستفزازات.
وذكر بخطورة كون إطلاق هذا الصاروخ يأتي في إطار سلسلة من التجارب وصلت إلى حوالي 50 تجربةً لصواريخ هواسونغ – 12 وهواسونغ – 14 وهواسونغ –15.
وبينما أشار إلى صاروخ هواسونغ – 17، الذي أطلق الجمعة، ويزيد مداه عن 15 ألف كم وصواريخ "كاي أن"، قال إن هذه الصواريخ تصل حتى الولايات المتحدة.
ورحال الذي لفت إلى أن كيم جونغ أون يدرك أن لا قدرة له على مواجهة الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والمجتمع الغربي، رأى أنه يريد إيصال رسائل والقول إنه جاهز ولديه الأسلحة النووية ومن القدرات الصاروخية ما يهدد كامل عمق الأراضي الأميركية.