أكد الكرملين اليوم الإثنين أنه يتابع "بانتباه" صعود أحزاب اليمين المتطرف، التي تعتبر بصورة عامة أكثر تأييدًا لروسيا، في أوروبا وفرنسا بعد انتخابات البرلمان الأوروبي، بينما جدد الرئيس الفرنسي التأكيد أنه "يثق بقدرة الفرنسيين" على "القيام بالخيار الأنسب" خلال الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة بعد ثلاثة أسابيع.
ورأى المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن "الغالبية (في البرلمان الأوروبي) ستكون مؤيدة لأوروبا ومؤيدة لأوكرانيا... لكن يمكننا أن نرى ديناميكية الأحزاب اليمينية التي تزداد شعبية"، مضيفًا: "يبدو أنه مع الوقت، ستقترب أحزاب اليمين كثيرًا من (الأحزاب المؤيدة لأوروبا) ونتابع هذا المنحى بانتباه".
"الفرنسيون سيقومون بالخيار الأنسب"
من جهته، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التأكيد الإثنين غداة إعلانه حل الجمعية الوطنية، أنه "يثق بقدرة الفرنسيين" على "القيام بالخيار الأنسب" خلال الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة بعد ثلاثة أسابيع.
وكان ماكرون أعلن مساء الأحد حلّ الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، بعد الفوز التاريخي لليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية بفارق كبير عن معسكر الغالبية الرئاسية.
وكتب ماكرون عبر منصة إكس: "أنا أثق بقدرة الشعب الفرنسي على القيام بالخيار الأنسب له وللأجيال المقبلة. طموحي الوحيد هو أن أكون مفيدا لبلادنا التي أحب".
بحصوله على 31.5 إلى 32% من الأصوات وفقًا لمعهدي "إبسوس وإيفوب"، وجه حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة جوردان بارديلا ضربة قوية لمعسكر ماكرون في الانتخابات الأوروبية، محققًا أفضل نتيجة له في انتخابات وطنية، وسيساهم بشكل حاسم في صعود قوة المعسكر القومي والسيادي في البرلمان الأوروبي.
جوردان بارديلا مرشح لرئاسة الوزراء
وسيكون رئيس التجمع الوطني مرشح حزبه اليميني المتطرف لمنصب رئيس الوزراء في فرنسا، على ما أعلن نائبه سيباستيان شونو اليوم الإثنين.
وجاء ذلك بعدما شهدت الانتخابات الأوروبية صعود تيار اليمين المتطرف في عدد من الدول، محدثة زلزالًا سياسيًا في فرنسا.
وغداة دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون لانتخابات تشريعية مبكرة إثر فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، قال شونو لإذاعة إر تي إل: "انتخب جوردان بارديلا نائبًا أوروبيًا، وهو حصل بالتالي على المباركة الشعبية"، مضيفًا: "إنه مرشحنا" لرئاسة الوزراء.
وأضاف أن التجمع الوطني لن يتحالف في إطار الانتخابات المبكرة مع أي أحزاب أخرى، لكنه سيقترح منصة انتخابية "ستكون موجهة للجميع من خارج الأحزاب السياسية".
"حل الجمعية الوطنية"
ودفع هذا الفوز الساحق لليمين المتطرف ماكرون إلى حل الجمعية الوطنية (البرلمان) والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة تجرى دورتها الأولى في 30 من الشهر الجاري والثانية في السابع من يوليو/ تموز القادم.
وستبدأ حملة خاطفة تمتد على ثلاثة أسابيع استعدادًا للدورة الأولى نهاية الشهر الجاري والدورة الثانية في السابع من يوليو/تموز أي قبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس في 26 يوليو حتى 11 أغسطس/ آب 2024.
وإزاء "صعود القوميين"، أكد رئيس البلاد أنه يريد أن "يتيح مرة جديدة" للفرنسيين "خيار مستقبلنا البرلماني من خلال الاقتراع"، معلنًا حل الجمعية الوطنية التي تشكل مجلس النواب في البرلمان الفرنسي.
وأحرزت الأحزاب اليمينية القومية والمتطرفة مكاسب هامة، وانتكاسة مريرة لزعيمي القوتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي، المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وجرت الانتخابات التي دُعي إليها أكثر من 360 مليون ناخب لاختيار 720 عضوًا في البرلمان الأوروبي، منذ الخميس في مناخ مثقل بالوضع الاقتصادي القاتم والحرب في أوكرانيا، وفيما يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات إستراتيجية من الصين والولايات المتحدة.