الخميس 21 نوفمبر / November 2024

زلزال سياسي في فرنسا.. اليمين الأوروبي يحقق مكاسب انتخابية

زلزال سياسي في فرنسا.. اليمين الأوروبي يحقق مكاسب انتخابية

شارك القصة

أحرز اليمين المتطرف الفرنسي تقدما بارزا مع بارديلا بقيادة لوبان
أحرز اليمين المتطرف الفرنسي تقدمًا بارزًا مع بارديلا بقيادة لوبان- غيتي
أحرز اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية مكاسب مهمة في الاتحاد القاري، مما انعكس بشكل كبير على الأوضاع الداخلية في كل من ألمانيا وفرنسا.

حققت الأحزاب المنتمية إلى اليمين المتطرف مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي أمس الأحد، مما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة، فضلًا عن زيادة حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاتجاه السياسي لأوروبا.

وأعلن ماكرون مساء أمس حلّ الجمعية الوطنية لتنظيم الانتخابات الجديدة، بعد الفوز التاريخي لليمين المتطرف الفرنسي بفارق كبير عن معسكر الغالبية الرئاسية.

زلزال سياسي في فرنسا

وقال الرئيس الفرنسي في كلمة متلفزة: "سأوقع بعد قليل مرسوم إجراء الانتخابات التشريعية للدورة الأولى في 30 يونيو/ حزيران، والدورة الثانية في 7 يوليو/ تموز".

وكانت الانتخابات الأوروبية قد شهدت صعود تيار اليمين المتطرف في عدد من الدول، مما أحدث زلزالًا سياسيًا حقيقيًا في فرنسا، لكن من دون الإخلال بالتوازن السياسي في بروكسل.

وتؤكد المعطيات الأولية إحراز الأحزاب اليمينية القومية والمتطرفة مكاسب هامة، وانتكاسة مريرة لزعيمي القوتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي، المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس إيمانويل ماكرون.

وجرت الانتخابات التي دُعي إليها أكثر من 360 مليون ناخب لاختيار 720 عضوًا في البرلمان الأوروبي، منذ الخميس في مناخ مثقل بالوضع الاقتصادي القاتم والحرب في أوكرانيا، وفيما يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات إستراتيجية من الصين والولايات المتحدة.

ففي فرنسا، تصدر حزب التجمع الوطني بقيادة جوردان بارديلا النتائج بنسبة تزيد على 31,5% من الأصوات، متقدمًا بفارق كبير على حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس ماكرون (15,2%)، بحسب تقديرات معاهد الاستطلاع. وبذلك سيحصل حزب الجبهة الوطنية على 31 من أصل 81 مقعدًا فرنسيًا في البرلمان الأوروبي.

ولتبرير الدعوة للانتخابات المبكرة، قال ماكرون: إن فرنسا "بحاجة إلى غالبية واضحة للعمل في هدوء ووئام"، مشددًا على أنه "سمع" رسالة الفرنسيين ومخاوفهم. وقال: "لن أتركهم دون إجابة".

واعتبر الرئيس الفرنسي أن نتيجة الانتخابات الأوروبية "ليست جيدة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا"، مؤكدًا أن "صعود القوميين والديماغوجيين يشكل خطرًا على أمتنا وأيضًا على أوروبا وعلى مكانة فرنسا في أوروبا وفي العالم".

وكان جوردان بارديلا قد أعلن بالفعل أنه سيطالب بحل الجمعية الوطنية، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي تقدمه قبل الانتخابات، وطالب بذلك مجددًا مساء الأحد، واصفًا ماكرون بـ"الرئيس الضعيف".

وفي رد فعل فوري، أعلنت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن: "نحن على استعداد لممارسة السلطة إذا منحنا الفرنسيون ثقتهم". 

صعود اليمين الأوروبي

وفي ألمانيا، ورغم الفضائح الأخيرة التي طالت رئيس قائمته، احتل حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتطرف المركز الثاني بنسبة 16,5% إلى 16% من الأصوات، خلف المحافظين (29,5 إلى 30%). لكنه تقدم بفارق كبير على حزبي الائتلاف الحاكم، الاشتراكيين الديمقراطيين (14%) والخضر (12%).

أما في إيطاليا، تصدّر حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، النتائج بنسبة 25 إلى 31% من الأصوات، وفق استطلاعات رأي مختلفة، كذلك في النمسا، حصل "حزب الحرية" اليميني المتطرف على 27% من الأصوات. وعزز الهولنديون الذين كانوا أول من أدلوا بأصواتهم الخميس، موقف حزب خِيرت فيلدرز اليميني المتطرف.

وفي إسبانيا، أظهرت النتائج الرسمية حصول الحزب الشعبي اليميني، التشكيل الرئيسي للمعارضة الإسبانية، على 22 مقعدًا في البرلمان الأوروبي مقابل 20 للاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وحقق حزب فوكس اليميني المتطرف تقدمًا بحصوله على 6 مقاعد.

أما في بولندا، فقد تقدم الحزب الوسطي المؤيد لأوروبا بزعامة رئيس الوزراء دونالد تاسك على حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي، لكن هذا الأخير حافظ على قسم هام من الأصوات، كما أن اليمين المتطرف المتمثل في حزب كونفيديراجا لن يحصل على أقل من 6 مقاعد في البرلمان الأوروبي ومقره في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.

انقسام داخلي

لكن اليمين المتطرف منقسم في البرلمان الأوروبي إلى كتلتين لا يزال تقاربهما غير مؤكد بسبب خلافات كبيرة بينهما، خاصة في ما يتعلق بروسيا.

وبينما يتبنى أعضاء البرلمان الأوروبي تشريعات بالتنسيق مع الدول الأعضاء، يمكن لليمين المتطرف أن يجعل صوته مسموعًا في القضايا الحاسمة: الدفاع ضد روسيا، والسياسة الزراعية، والهجرة، والهدف المناخي لعام 2040، ومواصلة التدابير البيئية التي يرفضونها بشدة.

ووفقًا للتقديرات التي نشرها البرلمان الأوروبي أمس الأحد، فإن حزب الشعب الأوروبي سيحصل على 191 مقعدًا، والديمقراطيون الاشتراكيون 135 مقعدًا وحزب تجديد أوروبا 83 مقعدًا. ويتوقع أن ينخفض عدد مقاعد الخضر إلى 53 مقعدًا (مقارنة بأكثر من 70 حاليًا).

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأحد أن "حزب الشعب الأوروبي هو أقوى مجموعة سياسية وهذا مهم، سنبني حصنا ضد متطرفي اليسار واليمين، وسنوقفهم".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close