صادق البرلمان الأرميني اليوم الثلاثاء، بغالبية 60 صوتًا مقابل 22 على نظام روما الأساسي الذي أُنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية، ما يمهّد الطريق أمام يريفان للانضمام إلى هذه المحكمة، وهي خطوة أثارت حفيظة حليفتها التقليدية موسكو.
والأسبوع الماضي، اعتبر الكرملين أنّ عزم أرمينيا على المصادقة على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية "معادٍ جدًا" لروسيا، لاسيما وأنّ هذه الهيئة القضائية التي تتخذ من لاهاي مقرًا، أصدرت في مارس/ آذار الماضي مذكرة توقيف بحق الرئيس فلاديمير بوتين بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين خلال الحرب التي تشنّها موسكو ضد كييف.
وقبيل التصويت، أكد رئيس لجنة الشؤون القانونية في البرلمان يغيشه كيراكوسيان "نقوم بتوفير ضمانات إضافية لأرمينيا" في مواجهة أي تهديد محتمل لسلامة أراضيها من أذربيجان، مشيرًا إلى أنّ المصادقة على نظام روما تعني أنّ أي اجتياح مقبل لأراضي البلاد "سيكون ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية"، وهو ما سيكون له "تأثير رادع" لأي طرف معادٍ.
موسكو: قرار خاطئ
وتأتي المصادقة في ظل توتر في العلاقات بين يريفان وموسكو بعد العملية العسكرية التي شنتها باكو في ناغورني كاراباخ، وانتهت باستسلام الانفصاليين وفرار غالبية السكان الأرمن من الإقليم خشية تعرّضهم لعمليات انتقامية من أذربيجان بعد نزاع على الإقليم امتد لعقود.
وفي المواقف، اعتبر الكرملين أن مصادقة البرلمان الأرميني على الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية قرار "خاطئ" قد يضرّ بعلاقات البلدين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين: "لا نعتقد بأن مصادقة أرمينيا على نظام روما الأساسي هو أمر صائب من حيث العلاقات الثنائية. ما زلنا نعتقد بأن هذا القرار خاطئ".
وأضاف: "أعتقد أن الغالبية في أرمينيا تدرك بأن لا بديل على الإطلاق لأدوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، في إشارة إلى تحالف تقوده موسكو ويضم عددًا من الجمهوريات السوفياتية السابقة.
"عاصمة كاراباخ خالية"
وفي هذا الإطار، ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ عاصمة ناغورني كاراباخ أصبحت شبه خالية بعد نزوح جماعي من البلاد.
وقال ماركو سوتشي رئيس فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر رابط فيديو من عاصمة كاراباخ المعروفة باسم ستيباناكيرت في أرمينيا وخانكندي في أذربيجان: "المدينة الآن مهجورة تمامًا، لم يبق بها سوى المئات فقط من السكان، من بينهم المرضى وذوو الإعاقة وكبار السن، واصفًا الشوارع الخالية بأنها "سريالية".
وأضاف: "المستشفيات لا تعمل، والأطقم الطبية غادرت، كما غادر مدير المشرحة. لذا فإن المشهد سريالي تمامًا".
ويُقدّر عدد سكان الإقليم من الأرمن بـ 120 ألف أرمني، قبل هجوم باكو ويشكلون معظم سكانه.
وفي 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، شنّت أذربيجان هجومًا عسكريًا خاطفًا على ناغورني كاراباخ، انتهى بهدنة تعهّد فيها الانفصاليون الأرمن بتسليم أسلحتهم والدخول في محادثات.
من جهته، أصدر الزعيم الانفصالي للإقليم سامفيل شهرمانيان في 28 من الشهر ذاته، مرسومًا يحل جميع مؤسسات الدولة بحلول نهاية العام، بحيث "تزول كاراباخ من الوجود" اعتبارًا من بداية العام المقبل.