حضّت أذربيجان، اليوم الخميس، أرمن ناغورني كاراباخ على البقاء في الإقليم وذلك بعد عملية عسكرية خاطفة قضت على مساعي هذه المنطقة الانفصالية للاستقلال.
وأعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية استعدادها لتنظيم زيارة للأمم المتحدة في المنطقة، بعدما نزح أكثر من 70500 من السكّان الأرمن في المنطقة، وفق يريفان.
تطمينات أذربيجانية للأرمن
وقالت الوزارة الأذربيجانية: إن رئيس الوزراء الأرميني "نيكول باشينيان يدرك تمامًا أن السكان الأرمن يتركون ناغورني كاراباخ بمحض إرادتهم".
وأضافت: "إن قرارهم الشخصي والذي لا علاقة له بالهجرة القسرية. إذا كان بعض السكان الأرمن لا يريدون العيش في ظل القوانين الأذربيجانية، لا يمكننا إجبارهم على القيام بذلك".
وتابعت: "على العكس، ندعو السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم وإلى أن يصبحوا جزءًا من مجتمع أذربيجان المتعدد العرقيات".
بالنسبة للأشخاص الذين قرروا البقاء في المنطقة، تعهّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بأنّ حقوق الأرمن في الجيب ستكون "مضمونة".
غير أن عشرات الآلاف من الأرمن فرّوا خوفًا من هجمات انتقامية عبر فتح الطريق الوحيد الرابط بين ناغورني كاراباخ وأرمينيا، الذي أعادت أذربيجان فتحه الأحد الفائت، وهو ممر لاتشين الذي تحرسه قوات حفظ سلام روسية، بعد أربعة أيام على موافقة القوات الانفصالية الأرمينية على إلقاء سلاحها وتفكيك جيشها.
وأوقفت أذربيجان ما لا يقلّ عن مسؤولَين سابقَين في الجيب في أثناء محاولتهما الوصول إلى أرمينيا.
واتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الخميس أذربيجان بتنفيذ حملة "تطهير عرقي" في ناغورني، مؤكدًا أنه لن يبقى أي أرمن في الإقليم "في الأيام المقبلة".
روسيا تنتقد قرار أرمينيا بالانضمام إلى نظام روما الأساسي
في سياق متصل، وصف الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قرار أرمينيا بالانضمام إلى نظام روما الأساسي بـ"العدواني" تجاه روسيا الاتحادية.
وقال بيسكوف في الإحاطة الصحفية، اليوم الخميس: "هذه القرارات معادية لنا للغاية".
وشدد بيسكوف على أن موسكو لا ترحب بقرار يريفان بالانضمام إلى نظام روما الأساسي.
وتابع: "تدرك أرمينيا جيدًا بأننا لسنا طرفًا في نظام روما الأساسي وأرمينيا على علم بقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استنادًا إلى ذلك النظام، ونحن نعلم أن يريفان تدرك ذلك جيدًا، وبأننا لا نرحب بهذا القرار".
تاريخ ناغورني كاراباخ
وتعد منطقة ناغورني كاراباخ سبب العلاقات المضطربة بين يريفان وباكو، فقد أعلن هذا الجيب ذو الغالبية الأرمينية الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان عام 1921، استقلاله من جانب واحد عام 1991، بدعم من أرمينيا.
حيث نشبت حرب عام 1988 استمرت حتى العام 1994 خلّفت 30 ألف قتيل ومئات الآلاف من اللاجئين. سمحت الهزيمة التي منيت بها باكو ليريفان بالسيطرة على المنطقة ومناطق أذربيجانية مجاورة.
في خريف العام 2020، اندلعت حرب جديدة أسفرت عن مقتل 6500 شخص خلال ستة أسابيع. لكن هذه المرة، انتهت الحرب بهزيمة أرمينيا التي أُجبرت على التنازل عن مناطق مهمّة لأذربيجان في ناغورني كاراباخ ومحيطها.
ونشرت موسكو التي أدت دور الوسيط للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار، قوات تدخّل في المنطقة لحفظ السلام. لكن هؤلاء الجنود الروس البالغ عددهم ألفين لم يتمكنوا من منع وقوع اشتباكات ولا الحصار الذي فرضته باكو لأشهر وقالت يريفان إن هدفه "التطهير العرقي".
وأمام ذلك، أعلنت جمهورية ناغورني كاراباخ المعلنة من جانب واحد اليوم الخميس أنها "ستزول من الوجود" في نهاية العام بعدما منيت بهزيمة عسكرية من أذربيجان دفعت أكثر من نصف سكانها إلى الفرار، منهية بذلك حلم الاستقلال.
وأصدر الزعيم الانفصالي للإقليم سامفيل شهرمانيان مرسومًا يأمل بحل جميع مؤسسات الدولة بحلول نهاية العام، قائلًا: إن ناغورني كاراباخ "ستزول من الوجود" اعتبارًا من الأوّل من يناير/ كانون الثاني 2024.
وصدر المرسوم بعد دقائق من إعلان يريفان فرار أكثر من 65 ألف شخص من ناغورني كاراباخ إلى أرمينيا.