الجمعة 13 Sep / September 2024

عايش معاناة الأهالي.. طبيب نرويجي شاهد على مآسي غزة وجرائم إسرائيل

عايش معاناة الأهالي.. طبيب نرويجي شاهد على مآسي غزة وجرائم إسرائيل

شارك القصة

الطبيب النرويجي مادس جيلبرت يروي تفاصيل صادمة عن جرائم إسرائيل في غزة - الأناضول
الطبيب النرويجي مادس جيلبرت يروي تفاصيل صادمة عن جرائم إسرائيل في غزة - الأناضول
يتحدث الطبيب النرويجي مادس جيلبرت مسؤول البعثة الطبية النرويجية إلى غزة عن معاناة القطاع وأهله وأطبائه تحت القصف الإسرائيلي.

يروي الطبيب النرويجي الشهير مادس جيلبرت الذي زار غزّة وعمل فيها تفاصيل صادمة، عن معاناة القطاع في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم. 

ويتطرق الطبيب الذي يتولى منصب مسؤول البعثة الطبية النرويجية إلى غزة في حديث خاص لـ"العربي"، إلى ما يتعرض له الأطباء وعمال الصحة يوميًا جراء القصف الإسرائيلي. 

"أبشع جرائم الحرب"   

وفي التفاصيل، يؤكد جيلبرت الذي يزور الأراضي الفلسطينية منذ عام 1981 أن هذا العدوان "غير مسبوق، حتى مع احتساب الهجمات الوحشية السابقة في 2008 و2012 و2014 و2021، فالعدوان الحالي يفوق أي شيء يمكن لأي أحد تخيله".   

ويضيف: "يفعل جيش رسمي هذا بدعم من الولايات المتحدة، سيسجل هذا (العدوان) في كتب التاريخ بصفته أحد أبشع جرائم الحرب".   

وتتعد زيارات الطبيب النرويجي إلى غزة التي عمل فيها طبيبًا خلال الحروب السابقة، كما عمل ودرّس في "المستشفى الأهلي" في القطاع، ويرى أن إسرائيل تهدف بعنفها إلى محو البنية الاجتماعية الفلسطينية

وفي هذا الصدد يقول جيلبرت: "تخيل عندما يهاجم جيش الاحتلال كل المستشفيات، يقصفها، يقتل عاملي الرعاية الصحية، ليس لذلك أي وظيفة عسكرية، له وظيفة واحدة، وهي زعزعة شعور الناس بالأمان ومقاومتهم للاحتلال من جهة".

ويردف: "ومن جهة أخرى في غزة، يحدث ذلك بهدف محو أي علامة على الثقافة الفلسطينية والبنية الاجتماعية والمجتمع المحلي".   

جيلبرت الذي زار غزة خلال حرب إسرائيل عليها عام 2014 وألّف كتابًا عن تجربته بعنوان "ليلة في غزّة"، ينتقد أيضًا خلال مقابلته تغطية الإعلام الغربي للحرب وما تُخفيه الشاشات العالمية من مشاهد الوحشية الإسرائيلية

ويقول مسؤول البعثة الطبية النرويجية إلى غزة: "لو أظهرت جميع وسائل الإعلام في العالم دقيقة واحدة من الحقائق في غزة يوميًا قبل نشرة الأخبار الليلية، لكان هذا (العدوان) أُوقف خلال أسبوع".

"القضاء على المجتمع الفلسطيني"

كما يحذّر جيلبرت من تفاقم الوضع الصحي وانتشار الأمراض التي "قد تودي بأكثر مما يودي به القصف"، مؤكدًا أن إسرائيل تريد القضاء على المجتمع الفلسطيني. 

ويشرح الطبيب النرويجي في هذا السياق أن "هناك 135 ألف طفل دون سن الثانية يعانون من الأمراض، فضلًا عن 71 ألف طفل مصابون بالإسهال، بزيادة 3200 حالة جديدة يوميًا".

كما يوضح أنه "عندما تصاب بالإسهال وأنت طفل صغير ولا يتوفر لديك ماء نقي فإنك تموت من الجفاف".

ويتابع متسائلًا: "بإمكان إسرائيل إعادة الماء والكهرباء والغذاء، ما ذنب هؤلاء الأطفال؟ أهم جنود أم أهداف عسكرية؟ ليسوا كذلك على الإطلاق، ليس بالنسبة إليك، ليس النسبة إلي؛ بالنسبة إلى إسرائيل هم جزء من المجتمع الفلسطيني الذي تريد القضاء عليه".   

تحية تقدير لعمال الصحة بغزة

وفي السياق، عبّر الطبيب النرويجي المعروف بين أهل غزة عن تقديره الهائل لعمال الصحة في القطاع الذين يعدّهم "البوصلة الأخلاقية لهذا العالم". 

ويُثني جيلبرت على تفانيهم رغم الحصار وتوالي الحروب قائلًا: "أكن تقديرًا لا متناهيًا لإخوتي وأخواتي العاملين والعاملات في الرعاية الصحية في غزة، مباشرة عندما يستطيعون البدء في إعادة الإعمار، سيعيدون الإعمار".

ويناشد في هذا الإطار بضرورة وقف العدوان بصورة فورية لافتًا إلى أن "أهم شيء الآن ليس إرسال مزيد من الأطباء والمستشفيات الميدانية إلى غزة، أهم شيء الآن هو وقف القصف فورًا، والشروع في إعادة بناء المستشفيات الفلسطينية والعيادات، لأن بإمكان الفلسطينيين الاعتناء بشعبهم".   

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close