لم يوفر القصف الإسرائيلي في اليوم السادس والتسعين للحرب الإسرائيلية على غزة الصحافيين أو فرق الإسعاف، رغم المناشدات الدولية للحد من الضحايا المدنيين.
فالأربعاء، قصف الجيش الإسرائيلي منزلًا مأهولًا ملاصقًا لمستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة 40 شخصًا بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
ومن بين الشهداء في القصف الصحافي أحمد بدير، فيما استشهد آخران هما شريف عكاشة وهبة العبادلة في مناطق أخرى من القطاع، ما رفع عدد الصحافيين الشهداء في القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 115.
وفي وسط القطاع أيضًا، استهدف قصف إسرائيلي سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني ما أدى لاستشهاد 4 مسعفين وجريحين.
ولأكثر من مرة، استهدف الجيش الإسرائيلي مركبات ومقرات تتبع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وللمؤسسات الصحية العاملة في قطاع غزة.
وليلًا، أفاد مراسل "العربي" بنقل 4 شهداء من الأطفال إلى مستشفى النجار شرقي رفح، كما أشار إلى سقوط شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على منزل شمال غربي رفح.
اشتباكات عنيفة
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 23357 شهيدًا و59410 جرحى.
وأشارت إلى أن الاحتلال ارتكب 14 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 147 شهيدًا و243 جريحًا خلال الساعات الـ 24 الماضية.
في غضون ذلك، تحتدم الاشتباكات بين فصائل المقاومة في غزة وقوات الاحتلال في محاور عدة من القطاع.
فقد أعلن كل من كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس عن سلسلة من العمليات ضد الجنود والآليات الإسرائيلية شملت إطلاق قذائف وتفجير حقول ألغام وقنص، وتحقيق إصابات مباشرة.
واندلعت اشتباكات عنيفة في المناطق الشمالية والوسطى من القطاع، ومدينة خان يونس جنوبًا، فيما لم يسجل الجيش أي تقدم جديد في كافة محاور توغله.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد ضباطه وجنوده القتلى منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 520، بينهم 186 منذ بداية الحرب البرية في قطاع غزة في 27 من ذات الشهر.
ماذا عن تبادل الأسرى؟
على الصعيد السياسي، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن إسرائيل استلمت مقترحًا قطريًا جديدًا لصفقة تبادل وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة الحكومة بقبول "أي صفقة تُعرض عليها" لإطلاق أبنائهم.
في المقابل، شدد القيادي في حركة أسامة حمدان خلال مؤتمر صحافي على أن أسرى الاحتلال لن يعودوا أحياء ما لم يستجب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لشروط المقاومة.
يأتي ذلك في وقت يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولاته في المنطقة. والأربعاء زار رام الله والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
بلينكن يواصل جولته وقمة ثلاثية في العقبة
وذكر بيان رسمي أن عباس أبلغ وزير الخارجية الأميركي أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من آمال إقامة دولة فلسطينية "ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو اقتطاع أي جزء منه".
من جهته، أكد بلينكن للرئيس الفلسطيني تأييد واشنطن "تدابير ملموسة" لإقامة دولة فلسطينية، وقال إن عباس "ملتزم" بإصلاح السلطة الفلسطينية.
والأربعاء، أفادت القناة "13" العبرية الخاصة أن بلينكن أبلغ المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب، بأنه "من المستحيل القضاء على حماس بشكل كامل".
وأشارت إلى أن الوزير الأميركي طرح خلال اجتماعه بمجلس الحرب طلب الولايات المتحدة لتطبيق حل الدولتين كرؤية "لليوم التالي" للحرب في غزة.
وأضافت: "قال بلينكن للوزراء: مثلما لديكم طموحات، الفلسطينيون، لديهم أيضا طموحات، عليكم قبول ذلك".
قمة العقبة
سياسيًا أيضًا، شدد العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ختام قمة عربية بالعقبة على ضرورة زيادة الضغوط لإنهاء "العدوان" الإسرائيلي على غزة وحماية المدنيين هناك.
وجاء في بيان أن الزعيمين، اللذين حضرا اجتماعًا ثلاثيًا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قالا إنهما يرفضان أي خطط إسرائيلية لفصل مصير قطاع غزة عن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، مضيفين أن كلتيهما أساس الدولة الفلسطينية المستقبلية.
على الصعيد الإنساني، ألغت منظمة الصحة العالمية مهمة مساعدات طبية أخرى مقررة الأربعاء. وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن المهمة الملغاة هي سادس مهمة لشمال غزة تلغيها المنظمة نظرا لعدم موافقة إسرائيل على طلبات زيارة فضلًا عن عدم تقديم تطمينات أمنية منذ آخر زيارة في 26 ديسمبر كانون الأول.