اكتشف باحثون طريقة تجريبية جديدة لتتبّع الأشخاص عبر الإنترنت باستخدام المعلومات المستقاة من وحدة معالجة الرسومات (جي بي يو)، في جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول.
وقال موقع "غزمودو": إن ورقة بحثية حديثة، نشرها باحثون من جامعات في أستراليا وفرنسا وإسرائيل، كشفت عن إستراتيجية فريدة عن طريق "بصمات الأجهزة"، التي تستخدم خصائص المستخدم لإنشاء ملفات تعريف مميزة وقابلة للتتبّع.
ما هي بصمات الأجهزة؟
و"بصمات الأجهزة"، هي شكل من أشكال التتبّع، وانتشرت في كل أنحاء العالم، حيث تقوم الشركات والأطراف الثالثة بمراقبة المستهلكين في محاولة للتخفيف من الاحتيال وتحسين "تجربة العملاء".
وحلّت بصمات الأجهزة محل ملفات تعريف الارتباط، التي واجهت مشاكل تتعلّق بالخصوصية مؤخرًا، نظرًا لاتهام الشركات بأنها تجمع بيانات المستخدمين.
وأجبرت لوائح الخصوصية الحديثة، مثل قانون كاليفورنيا لحماية خصوصية المستهلك في كاليفورنيا أو اللائحة العامّة لحماية البيانات في أوروبا، على أن تكون ملفات تعريف الارتباط توافقية وليست إلزامية.
ونتيجة لذلك، سعت الشركات إلى طرق تتبّع بديلة، بما في ذلك بصمة المتصفّح والجهاز. لكن هذه الطريقة، بالنسبة للباحثين، أوجدت معضلة لاختراق المستخدم وتتبعه نظرًا لأن بصمات الأجهزة والمتصفّحات، تتطوّر بمرور الوقت، وتتسبّب في النهاية في الخلط بين الأجهزة الأخرى التي تشترك في أجهزة وبرامج مماثلة.
زيادة تتبّع المستخدمين
لكن تقنية بصمة وحدة معالجة الرسومات الجديدة، التي ابتكرها الباحثون، تمكّنت من التغلّب على هذا القيد إلى حد كبير. ووفقًا للدراسة، فقد سمح نظام التتبّع الذي أنشأه الباحثون، بتتبّع المستخدمين على مدى فترات زمنية أطول من الطرق التقليدية مثل ملفات تعريف الارتباط، بزيادة تصل إلى 67%.
واختبر الباحثون نظام التتبّع الخاصّ بهم على 2550 جهازًا مع 1605 تكوينًا متميّزًا لوحدة المعالجة المركزية، ووجدوا أنه يُمكن أن ينتج بشكل موثوق النتائج المخيفة التي كانوا يبحثون عنها.
وقال الباحثون: "تعمل تقنيتنا بشكل جيّد على كل من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة، ولديها وقت تشغيل عملي سواء كان المستخدم في وضع الاتصال بالإنترنت من عدمه"، مضيفين أن هذه الأداة "لا تتطلّب الوصول إلى أي أجهزة استشعار إضافية مثل الكاميرا أو الميكروفون".
وكشف الباحثون عن نتائجهم لعدد من الشركات ذات الصلة في عام 2020، بما في ذلك "غوغل" ومتصفّحي "موزيلا" و"بريف"، واستمرّوا في إطلاعهم على أبحاثهم.