Skip to main content

عبر مادة حيوية.. باحثون يطوّرون تقنية لعلاج التهابات المسالك البولية

منذ 2 ساعات
يمكن للتقنية الجديدة أن تساعد في إدارة عدوى المسالك البولية المتكررة التي لا تستجيب للمضادات الحيوية - غيتي

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من التهابات المسالك البولية كل عام. وتعد النساء وكبار السن من أكثر الفئات المعرضة لعدوى المسالك البولية. 

وعادة ما تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج هذه الالتهابات. لكن الإفراط في استخدام هذه الأدوية يمكن أن يجعل الميكروبات التي تستهدفها مقاومةً، الأمر الذي يقلل من فعالية الأدوية.

ولحل مشكلة عدوى المسالك البولية المزمنة ومقاومة المضادات الحيوية، دمج باحثون علم الأحياء الدقيقة والهندسة لإنشاء مادة حية تحتوي على سلالة معينة من الإشريكية القولونية المفيدة (E-Coli). 

وكتب سارغورو سوباش، وهو أستاذ في جامعة تكساس "إيه آند إم" في مجلة "ذا كونفرزيشن": "يظهر بحثنا أن البكتيريا الجيدة المنطلقة من هذه المادة الحيوية يمكن أن تتنافس مع البكتيريا السيئة على العناصر الغذائية وتفوز، مما يقلل بشكل كبير من عدد الميكروبات المسببة للأمراض".

ويشير الباحثون إلى أن هذه التقنية يمكن أن تساعد في التعامل مع عدوى المسالك البولية المتكررة، التي لا تستجيب للمضادات الحيوية.

صعوبة إيصال البكتيريا المفيدة للمثانة 

ويشرح الباحث سوباش أن العناصر الغذائية تكون محدودة بالنسبة للميكروبات التي تعيش في الإنسان، ويختلف وجودها بين أجزاء الجسم المختلفة. لذا يتعين على البكتيريا أن تتنافس مع الميكروبات الأخرى والمضيف للحصول على العناصر الغذائية الأساسية.

ومن خلال تناول العناصر الغذائية المتاحة، يمكن للبكتيريا المفيدة أن توقف أو تبطئ نمو البكتيريا الضارة. عندما يتم حرمان البكتيريا الضارة من العناصر الغذائية المهمة، فإنها لا تكون قادرة على الوصول إلى أعداد كبيرة بما يكفي لتسبب المرض.

ويعد إيصال البكتيريا المفيدة إلى المثانة لمنع عدوى المسالك البولية تحديًا، فهي لا يمكن أن تستعمر بشكل طبيعي.

وتعتبر الطرق الحالية لإيصال البكتيريا إلى المثانة عدوانية، وتتطلب إدخال القسطرة بشكل متكرر. 

وعندما يتم إطلاق البكتيريا بنجاح في المثانة، فإن البول سوف يطرد هذه الميكروبات لأنها لا تستطيع الالتصاق بجدار المثانة.

مادة حيوية لعلاج عدوى المسالك البولية

ونظرًا لأن البكتيريا المفيدة لا يمكنها الالتصاق بالمثانة والبقاء فيها لفترة طويلة، قام الباحثون بتطوير مادة حيوية يمكنها إطلاق البكتيريا ببطء في المثانة بمرور الوقت.

وتتكون هذه المادة من بكتيريا الإشريكية القولونية الحية المضمنة في بنية مصفوفة مصنوعة من الهلام. وهي تشبه قطعة من الهلام وأصغر بنحو 500 مرة من قطرة ماء ويمكنها إطلاق البكتيريا لمدة تصل إلى أسبوعين في المثانة. 

وقد خضعت هذه المادة الحيوية لتجارب مخبرية تضمنت تعريضها لمسببات الأمراض البكتيرية، التي تسبب عدوى المسالك البولية.

وأظهرت النتائج أنه عند مزج كمية متساوية من المادة الحيوية ومسبب المرض، تفوقت الإشريكية القولونية على البكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية بنسبة تزيد إلى نحو 85%. 

تقضي على البكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية

وعندما أُضيف المزيد من البكتيريا الإشريكية القولونية مقارنة بالبكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية، زادت نسبة البكتيريا الإشريكية القولونية إلى أكثر من 99%، مما أدى بشكل أساسي إلى القضاء على البكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية. 

كذلك استمرت المادة الحيوية في إطلاق الإشريكية القولونية لمدة تصل إلى أسبوعين في البول البشري.

وبحسب موقع "سينس أليرت"، تظهر نتائج البحث أن الإشريكية القولونية لا يمكنها التحكم في البكتيريا الضارة المرتبطة بها بشكل وثيق فحسب، بل يمكنها أيضًا التحكم في مجموعة واسعة من البكتيريا المسببة للأمراض لدى البشر والحيوانات.

وهذا يعني أن العلماء قد لا يحتاجون إلى تحديد أنواع مختلفة من البكتيريا المفيدة للسيطرة على كل مسببات الأمراض، لا سيما تلك التي تسبب التهاب المسالك البولية.

ولا يزال البحث في مرحلة مبكرة حيث يختبر الباحثون المادة الحيوية في علاج عدوى المسالك البولية لدى الفئران.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة