أكدت مسؤولة في الأمم المتحدة، اليوم الأحد، أن "مئات" السودانيين الفارين من بلدهم الذي يشهد حربًا منذ أكثر من عام، يصلون إلى مصر يوميًا، لينضافوا إلى أكثر من 1,2 مليون سوداني لجأوا إلى البلد المجاور وفق الأرقام الرسمية.
وقالت كريستين بشاي، مسؤولة العلاقات الخارجية المساعدة في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في مصر، إن الأخيرة تستضيف حاليًا 546 ألفًا و746 لاجئًا سودانيًا مسجلين رسميًا لدى المفوضية، فضلًا عن آخرين ينتظرون التسجيل.
وأدت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منذ أبريل/ نيسان 2023 إلى مقتل أكثر من 20 ألف سوداني ونحو 13 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية منهم 3,1 ملايين لجأوا إلى خارج البلاد.
وسبق لطرفي النزاع أن أجريا جولات من المباحثات في مدينة جدة السعودية تمّ الاتفاق خلالها على السماح بدخول المساعدات، من دون الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
"الحماية الدولية في مصر"
وذكر تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجمعة الماضية، أن "البيانات الأخيرة الصادرة عن الحكومة المصرية تشير إلى أن أكثر من 1,2 مليون سوداني سعوا للحصول على الحماية الدولية في مصر".
وفي التقرير الذي نشر الجمعة، حذّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في مصر من أن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان وضعت "ضغوطًا هائلة على موارد مصر وبنيتها التحتية".
ويجعل ذلك مصر أكبر مضيف للاجئين السودانيين رغم فرض متطلبات دخول أكثر صرامة على السودانيين إثر اندلاع الحرب في السودان الذي يشترك في حدود طويلة مع مصر.
وأضافت بشاي أن المواطنين السودانيين "يشكلون الآن ثلثي إجمالي اللاجئين المسجلين في البلاد" البالغ عددهم 827,644 شخصا من 95 جنسية، من بينها سوريا وجنوب السودان وإريتريا.
وأوضحت المسؤولة الأممية أنه "في بداية النزاع، كان يصل آلاف السودانيين إلى مصر يوميًا، قبل أن يستقر العدد عند بضع مئات يوميًا".
وكانت القاهرة قد أعفت في بداية الحرب النساء والأطفال والرجال السودانيين فوق سن الخمسين من متطلبات الحصول على تأشيرة.
لكن بعد شهر من اندلاع النزاع، فرضت الحكومة المصرية متطلبات الحصول على تأشيرة دخول لجميع السودانيين، ما دفع الكثير منهم إلى اللجوء إلى معابر غير نظامية.
وفي سبتمبر هذا العام، شددت مصر متطلبات الدخول، وألزمت الأشخاص الوافدين من السودان بالحصول على "موافقة أمنية مسبقة" إلى جانب تأشيرة قنصلية، وفق وزارة الداخلية المصرية.
وكان هناك ما يقرب من 5 ملايين مواطن سوداني متواجدين بالفعل في مصر منذ ما قبل حرب السودان.
"العبء على مصر"
كما لجأ مئات الآلاف من السودانيين إلى بلدان مجاورة أخرى، خصوصًا تشاد وجنوب السودان وليبيا.
تقول حنان حمدان ممثلة المفوضية لدى الحكومة المصرية وجامعة الدول العربية: إن "العبء على مصر لا يمكن تحمله ويتطلب مساعدة دولية فورية وملموسة لضمان حماية وسلامة المتضررين من النزاع".
وأشارت المفوضية إلى أنه تم حتى الآن تأمين ما يزيد قليلا على نصف التمويل اللازم لبرنامج المساعدات للاجئين السودانيين.
وقالت الوكالة الأممية إن خطة الاستجابة الإنسانية في السودان 2024 "تلقت 1,52 مليار دولار من التمويل، وهو ما يمثل 56,3% من المبلغ المطلوب البالغ 2,7 مليار دولار".
وشدّدت على أنه "رغم هذه المساهمة الكبيرة، إلا أن فجوة التمويل لا تزال واسعة".