يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" فجر السبت والتي أدت إلى مقتل أكثر من 900 إسرائيلي.
وتزامنًا مع هذا القصف، دعا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تشكيل حكومة طوارئ، فيما حذرت المقاومة الفلسطينية من استمرار استهداف المدنيين في القطاع.
"ملف الأسرى إستراتيجي"
في هذا السياق، أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة "أننا بدأنا عملية طوفان الأقصى بعد سنوات من الإعداد والتجهيز"، مؤكدًا أن "العالم والأمم المتحدة تغافلوا عن جرائم الاحتلال بحق شعبنا لسنوات".
ولفت أبو عبيدة، في كلمة متلفزة، إلى أن "العدو عجز عن مواجهة مقاتلينا في الميدان رغم كل ما يمتلكه من أسلحة".
وقال: "ما زالت معاركنا مستمرة على الأرض ونستمر في أخذ الأسرى من العدو".
وفي ملف الأسرى، شدد أبو عبيدة على "أننا أسرنا عددًا كبيرًا من العدو ونقلناهم إلى أماكن الاعتقال وهم معرضون للخطر بسبب القصف"، مؤكدًا "أننا لن نتفاوض في هذا الملف تحت النار".
وأضاف: "قضية الأسرى ملف إستراتيجي له مساره الواضح والمعروف وأثمانه سيدفعها الاحتلال لا محالة".
نتنياهو: بدأنا بضرب حماس
في المقابل، دعا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الإثنين، إلى تشكيل حكومة طوارئ، مشيرًا إلى أن "تل أبيب تعمل على تأمين الحدود الإسرائيلية مع لبنان والضفة الغربية" المحتلة.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها خلال خطاب مصوّر، مساء الإثنين: "في بداية الحرب أمرت بتطهير المستوطنات، ورد دخول أي عدو إلى أراضينا"، حسب زعمه.
وإذ أوضح أن القتال في مستوطنات غلاف غزة "لا يزال مستمرًا"، قال نتنياهو: "لقد بدأنا للتو في ضرب حماس. صور الدمار والخراب في معاقل حماس ما هي إلا البداية".
وفي ما يخصّ الأسرى الإسرائيليين، قال نتنياهو: "لقد عيّنت غال هيرش مسؤولًا عن المختطفين والمفقودين، وقد بدأ عمله بالفعل".
رد القسام على استهداف المدنيين
وكان أبو عبيدة قد أعلن أنّ "كل استهداف لأبناء شعبنا الآمنين في بيوتهم دون سابق إنذار سنُقابله آسفين بإعدام رهينة من رهائن العدو المدنيين لدينا، وسنبثّ ذلك مضطرين بالصوت والصورة".
وأوضح أنّ هذا القرار جاء بعد أن ارتكب العدو الإسرائيلي مجازر عدّة بحق الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين في منازلهم.
وحمّل أبو عبيدة العدو الإسرائيلي مسؤولية استهداف أبناء الشعب الفلسطيني ولا سيما في قطاع غزة، مضيفًا أنّ "العدو الإسرائيلي لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق وسنُخاطبه باللغة التي يعرفها".
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الإثنين إلى 687 شهيدًا، وفق ما أفادت وزارة الصحة في القطاع المحاصر.
وقالت الوزارة إن الطواقم الطبية في المستشفيات استقبلت 687 شهيدًا منهم 140 طفلًا و105 نساء و3726 جريحًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
900 قتيل إسرائيلي
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي للحكومة الإسرائيلية مساء الإثنين، أنّ أكثر من 900 إسرائيلي قُتلوا منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" فجر السبت الماضي، مضيفًا أنّ حوالي 150 شخصًا آخرين وقعوا في الأسر، وأنّ أكثر من 2600 شخص أُصيبوا بجروح.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنّ القيادة قرّرت أنّ "الهجمات في القطاع ستُنفّذ حتى لو كان ذلك على حساب إيذاء الرهائن الإسرائيليين، إلا إذا توفرت معلومات دقيقة عن مكان وجودهم".
وفي السياق ذاته، أفاد وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين مساء الإثنين ، بأنّ "حماس" أسرت أكثر من 100 شخص، منذ بدء العملية فجر السبت.
وأضاف كوهين لصحافيين أجانب: "في الوقت الحالي، هناك أكثر من 700 شخص قُتلوا وذُبحوا، بينما وقع أكثر من 100 شخص في الأسر".
إلى ذلك، أكد مسؤول في حماس أنّ بين الأسرى الإسرائيليين العشرات من مزدوجي الجنسية منهم روس وصينيون.
وأعلنت "حماس" مقتل 4 أسرى إسرائيليين خلال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، فضلًا عن استشهاد محتجزيهم.
ووجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين، بتكثيف الهجمات على قطاع غزة "للقضاء على جميع أهداف حماس"، تزامنًا مع قصف عنيف يشنّه الطيران الحربي الإسرائيلي على القطاع هو الأعنف منذ السبت.