الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

عرض أسبابها للأميركيين.. هل تحمل زيارة بايدن استقرارًا إلى المنطقة؟

عرض أسبابها للأميركيين.. هل تحمل زيارة بايدن استقرارًا إلى المنطقة؟

شارك القصة

"للخبر بقية" يناقش زيارة بايدن إلى السعودية وما نشره عن أسبابها ضمن مقال في صحيفة "واشنطن بوست" (الصورة: رويترز)
أشار بايدن في مقال حول أسباب زيارته للسعودية، إلى أن المطلوب هو مواجهة روسيا والتغلب على الصين والعمل من أجل استقرار أكبر في دول المنطقة.

عرض الرئيس الأميركي جو بايدن أسباب زيارته إلى السعودية في مقال نشره في صحيفة "واشنطن بوست".

وأشار بايدن إلى أن المطلوب هو مواجهة روسيا والتغلب على الصين والعمل من أجل استقرار أكبر في دول المنطقة، لافتًا إلى أن السعودية هي إحدى الدول التي يمكن أن تؤثر في ذلك.

وخاطب بايدن الأميركيين قائلًا إن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط أمر مهم للولايات المتحدة من أجل التخفيف من آثار الحرب الروسية على أوكرانيا، مبينًا أن بلاده تعتمد على الطرق المائية في المنطقة لتأمين سلاسل التوريد وموارد الطاقة.

"رحلة جوية مباشرة"

وتأتي زيارة بايدن أيضًا لتعزيز العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، إذ أفاد بايدن أنه سيكون أول رئيس يسافر من إسرائيل إلى جدة برحلة جوية مباشرة، بحيث تكون رمزًا للعلاقات الناشئة، على وحد وصفه.

كما أنه سيكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، من دون أن تكون قوات أميركية في مهام قتالية هناك.

بدورها، إسرائيل التي تنتظر زيارة بايدن بفارغ الصبر، كانت قد أعلنت مرارًا أنها تحتفظ لنفسها بحرية العمل السياسي والعسكري في مواجهة مشروع إيران النووي، وطالبت بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران

وأعلنت أنها ستبحث مع الرئيس الأميركي سبل توسيع التعاون المشترك في المجال الأمني إزاء جميع التحديات، وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني. 

أما إيران فتؤكد بدورها أن أي تحالفات إسرائيلية أميركية عربية لمواجهة تهديد الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية لن تؤدي إلا إلى زيادة التوتر.

"بايدن يواجه مصاعب كبيرة"

ويشرح الباحث في العلوم السياسية من جامعة جورج واشنطن عاطف عبدالجواد، أن نشر المقالة في "واشنطن بوست" يأتي في وقت تدنت فيه شعبية بايدن إلى أدنى نقطة بتاريخ الولايات المتحدة بالنسبة للرؤساء الأميركيين.

ويذكّر في حديثه إلى "العربي" من واشنطن، بأن بايدن يواجه مصاعب كبيرة في إقناع الناخب الأميركي بالتصويت لحزبه الديمقراطي في الانتخابات النصفية المقبلة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، لافتًا إلى أنه يعول تعويلًا كبيرًا على هذه الزيارة لأنها، "إذا نجحت"، ربما تمكن من إقناع الناخب الأميركي والعالم بجدوى سياساته.

ويرى أن الزيارة من وجهة نظر موضوعية "يمكن أن تحقق قدرًا من الاستقرار إذا نجحت على سبيل المثال، في إنهاء الحرب في اليمن وإحياء حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

ويضيف: لكن الزيارة ستؤدي إلى استمرار النزاعات في المنطقة، بل وربما أيضًا في العالم، بسبب أمرين اثنين؛ أولًا في ما يتعلق بالتعويل على السعودية وأوبك فقط لزيادة النفط المطروح في الأسواق العالمية". 

ويوضح أن الحل في يد أميركا وليس السعودية، التي وصلت الآن قرب سعتها الإنتاجية القصوى، وأن على الولايات المتحدة إذا أرادت مزيدًا من النفط السعودي أن تساعد السعودية تكنولوجيًا بما يمكنها من زيادة السعة الإنتاجية.

ويعتبر أن العقبة الأخرى أمام تحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، هي الدور الأميركي، حيث أن الولايات المتحدة هي أكبر دولة منتجة وليست أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

"تحول في المقاربة الأميركية"

من جانبه، يذكر الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أحمد قاسم حسين، بأن الزيارة التي سبقها بايدن بمقال تحدث فيه عن دوافعها، كانت قد سبقتها نقاشات في الكونغرس الأميركي، وتحديدًا بين الديمقراطيين والمنظمات الحقوقية، حول زيارة بايدن ولقائه المسؤولين السعوديين بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من الدوحة، إن نقاشات دارت أيضًا حول أهداف الزيارة وإذا ما كانت ستركز على أسعار الطاقة بشكل أساسي، وكذلك قضية تطبيع الدول الخليجية مع إسرائيل.

ويعتبر أن التوتر الذي شهدته العلاقات الأميركية السعودية، على وجه التحديد منذ وصول بايدن إلى الرئاسة مطلع عام 2021، كان ملحوظًا وأخذ منحى أفقيًا، لا سيما مع دعوة بايدن لسحب دعمه للسعودية في حربها في اليمن، وحظره على السعودية والإمارات امتلاك أسلحة هجومية.

ويشير إلى نوع من التخلي عن أمن منطقة الخليج، ولا سيما مع سحب بعض بطاريات الباتريوت الأميركية، في وقت كانت تتعرض فيه السعودية على وجه التحديد لضربات من الحوثيين، وكذلك إلى رفع الحوثيين من قوائم الإرهاب الأميركية.

ويلفت إلى أن "كل ذلك شهد تحولًا في المقاربة الأميركية تجاه السعودية بشكل خاص، ومنطقة الخليج بشكل عام مع غزو روسيا لأوكرانيا". 

ويوضح أن "هذه المقاربة بدأت تتخلى عما يمكن تسميته بالوعود الانتخابية التي جاء بها بايدن على حساب النهج الواقعي للسياسة الأميركية، الذي يحاول فيه إحداث نوع من التوازن بين القيم والمصالح التي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها، لا سيما بعد غزو روسيا لأوكرانيا".

"تهديد تحاول أن تتفاداه"

بدوره، يبيّن أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران حسن أحمديان، أن إيران ترى أن تشكيل تحالف دفاعي جوي بين إسرائيل ودول عربية هو تهديد، موضحًا أنها تحاول أن تتفاداه قدر المستطاع لذا تركز على الدبلوماسية مع دول الجوار، وتصدر تهديدات مشروطة تريد أن تأتي بشيء من الردع. 

ويشير في حديثه إلى "العربي" من طهران، إلى قول إيران إن اقتراب إسرائيل من حدودنا سيأتي بردود إيرانية، وذلك بغية منع تبلور هكذا تطور على حدودها.

وفيما يذكر بأن إسرائيل تعتبر العدو الرئيس لإيران في المنطقة، يلفت إلى أن وصول قدراتها الجوية إلى الحدود الإيرانية يضعها في وضع جيد ربما لمهاجمة أو القيام بعمليات ضد أهداف إيرانية.

ويتحدث عن استبعاد إيراني لهكذا تطور؛ لأسباب عدة منها أن الدول العربية حتى المطبعة مع إسرائيل تختلف معها حول الطرق الأمثل للتعاطي مع إيران، فلا يوجد هدف مشترك أو تهديد مشترك يضم الدول العربية المحيطة بإيران وإسرائيل.

وفي مقابل استبعاد كبير من قبل إيران لهكذا تحالف، يتحدث عن دأب إسرائيلي للدفع بهذا الاتجاه ربما لزيادة التطبيع مع بعض الدول العربية، للإتيان بدعم أميركي لسلوكها في المنطقة، وبالتالي لزيادة تهديدها ضد إيران وقدراتها الدفاعية وبرنامجها النووي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة