من المقرر أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منتصف يوليو/ تموز الجاري، تشمل السعودية والأراضي الفلسطينية، حيث سيحضر قمة تضم قادة مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن بمدينة جدة السعودية في 16 يوليو.
ودافع بايدن عن زيارته إلى السعودية الأسبوع المقبل، حيث ردّ على الاتهامات التي تطاله بأنّه تراجع عن مواقفه بهدف انتزاع وعدٍ من الرياض بزيادة إنتاجها النفطي، وفق مقال وصف بأنه رسالة إلى الداخل الأميركي.
وفي المقال الذي نشر في صحيفة "واشنطن بوست" السبت، قال الرئيس الأميركي إنه يهدف إلى "إعادة توجيه" علاقات بلاده الإستراتيجية مع المملكة العربية السعودية، في زيارة تأتي بوقت "حيوي" بالنسبة للمنطقة.
بايدن تحت مطرقة الانتقادات الداخلية
ويرى الكاتب والباحث السياسي مبارك آل العاتي أن الرئيس الأميركي يبدو واقعًا بين مطرقة الانتقادات الداخلية الأميركية والمصالح الحيوية للولايات المتحدة، على حد تعبيره.
ويوضح في حديث إلى "العربي"، من الرياض، أنّ احتياج بايدن لتبرير زيارته يؤكد الضغوطات التي يتعرض لها، مضيفًا: "ربما مصدرها حزبي داخل الصف الديمقراطي أكثر من كونها أميركية بشكل عام، خصوصًا أن عقلاء الإدارة الأميركية هم من نصحوه بإعادة العلاقات مع الرياض إلى واقعها الطبيعي الذي تحتاجه أميركا".
ومن موقعه كمراقب سعودي يردف العاتي أن المملكة العربية السعودية نجحت في إعادة صياغة العلاقات المؤسسية السعودية الأميركية المبنية بين دولة ودولة وليس بين دولة وحزب.
ويردف آل العاتي: "السعودية نجحت في استثمار نفوذ جديد بما باتت تتمتع به من مكانة اقتصادية وسياسية في المنطقة، وخلقت أوضاعًا تسهل عليها ترتيب مصالحها الوطنية وإعادة علاقتها مع واشنطن إلى مسارها طبقًا لمعطيات الواقع".
هل تقف السعودية بوجه روسيا؟
أما عن دور السعودية بالمساهمة في مواجهة روسيا والصين بمعنى زيادة الإنتاج النفطي الذي تطرق إليه بايدن في المقال، فيقول الباحث السياسي السعودي إنّ بلاده تنادي بقرارات الشرعية الدولية مع التأكيد على مصالحها الوطنية والاقتصادية.
ويعتقد في هذا الإطار أن دول مجلس التعاون الخليجي تجاوزت "سياسة العودة إلى ما كان يعرف بالحليف الأوحد.. بحيث تمكنت اليوم من إقامة علاقات مميزة مع الصين وأخرى معمقة مع روسيا إلى جانب الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة".
وبالتالي يرى آل العاتي أن دول مجلس التعاون الخليجي لن تفرط في هذه المكتسبات التي حققتها، وستوظفها في سبيل إقامة دور تفاوضي ومحوري بين الشرق والغرب وبين الدول المتحاربة في أوكرانيا وهي قادرة على لعب هذا الدور لصالح تعزيز الأمن والاستقرار وحلحلة الملف الأوكراني.
كما تطرق الكاتب والباحث السياسي إلى أنه "ليس من مصلحة الغرب وأميركا حصول قطيعة بين روسيا والسعودية، واصفًا محاولة التفريط بالمصالح الوطنية بـ"الجنون السياسي".