الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"عرفنا بالصفقة اليوم".. الأسيرة المحررة ملك سلمان: تعرضنا لقمع منذ 7 أكتوبر

"عرفنا بالصفقة اليوم".. الأسيرة المحررة ملك سلمان: تعرضنا لقمع منذ 7 أكتوبر

شارك القصة

تروي الأسيرة المحررة ملك سلمان ظروف اعتقالها والإفراج عنها ضمن صفقة تبادل الأسرى
روت الأسيرة المحررة ملك سلمان ظروف اعتقالها والإفراج عنها ضمن صفقة تبادل الأسرى
أكّدت الأسيرة المحررة ملك سلمان أن "صفقة التبادل التي نعتز بها لم نعرف عنها إلا اليوم"، كاشفةً عن ممارسة الاحتلال سياسة قمع وتجويع بحق الأسيرات منذ 7 أكتوبر.

بعد عودتها إلى منزلها في بيت صفافا بالقدس لأول مرة منذ 8 سنوات، قدمت الأسيرة المحررة ملك سلمان في حديث خاص مع "العربي" شهادتها حول تجربتها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وسلمان هي من ضمن الأسرى الفلسطينيين الـ39 الذين أفرج عنهم اليوم الجمعة، من النساء والأطفال من سجون الاحتلال ضمن صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل في إطار اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة.

الأسيرة المحررة ملك سلمان: عزلنا عن العالم بعد الحرب 

وقدمت الأسيرة المحررة عبر "العربي" تعازيها لأسر الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرةً إلى أن تجربة الأسر قبل الحرب "مختلفة تمامًا" عما عاشته أثناء العدوان.

وروت الأسيرة المحررة: "قبل الحرب كانت تجربتنا صعبة نعم، لكننا تحدينا العديد من الأمور وتخطيناها، ولكن بعد 7 أكتوبر بدأت إدارة السجون باستخدام أساليب قمعية والتضييق على الأسيرات من عنف وعزل واقتحامات متكررة للأقسام".

وأضافت ملك: "حولوا حرفيًا غرفنا إلى زنزانات، كان هناك نقص شديد في المأكل والمشرب وحتى الملابس وكل احتياجاتنا الأساسية كبشر، لدرجة أن عددًا كبيرًا من الأسيرات كن يغمى عليهن يوميًا نتيجة نقص السكر وارتفاع ضغط الدم وقلة التعرض للهواء والشمس. كان الوضع صعبًا للغاية".

كما كشفت الأسيرة المحررة ملك سلمان أنه بعد اندلاع الحرب، طبّقت إدارة السجون الإسرائيلية سياسة لعزل الأسيرات بشكل تام عن الخارج، لمنعهن من متابعة أخبار الحرب ومعرفة ما يجري.

وصادرت شرطة الاحتلال التلفزيونات والراديوهات وكل الأدوات داخل الغرف، وحُوّلت الغرف إلى زنزانات عزل عن العالم الخارجي، بحسب قولها.

حتى إن الأسيرات لم يعلمن بوجود صفقة لتبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل إلا قبل وقت قصير من موعد الإفراج، حيث أكدت سلمان: "هذه الصفقة التي خرجنا فيها والتي نعتز بها عرفنا عنها اليوم فقط، عندما نادوني وأخبروني أنه لدي 5 دقائق لتجهيز نفسي للمغادرة".

مرارة الأسر

كذلك، تحدثت الأسيرة المحررة ملك سلمان لمراسلة "العربي" كريستين ريناوي كيف شهدت طيلة سنوات اعتقالها، على انتزاع الأسيرات لأبسط حقوقهن من الاحتلال بصعوبة كبيرة، إذ لم يحصلن على أي مطلب إنساني مهما كان بسيطًا سوى بالإضرابات والخطوات التصعيدية.

وبعد الحرب سحب الاحتلال الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين كل الإنجازات التي انتزعوها من إدارة السجون وصادروا كل الأدوات التي كانت بحوزتهن في معتقل النساء، وتعمدوا استخدام سياسة قمع وتجويع بحقهن.

وأردفت الأسيرة المحررة: "قالوا لنا إنهم يريدون إرجاع السجون الإسرائيلية إلى زمن الستينيات، أي لزمن كان يحصل فيه الأسير فقط على فرشة واحدة من دون أغطية يحتمي بها من البرد، ويجرد من جميع حقوقه".

المسيرة مستمرة

كما تطرقت سلمان إلى أوضاع السجون خلال السنة الأخيرة في أعقاب تسلم حكومة اليمين المتطرف مقاليد الحكم، حيث قالت إن الأسيرات حرمن من استكمال تعليمهن، وكل ما من شأنه أن ينمي قدراتهن العقلية والشخصية.

وأضافت: "لقد طبقوا سياسة متطرفة يمينية بحقنا، كي نصل إلى مرحلة نصبح فيها ناسا رجعيين غير قادرين على مواجهة المجتمع بعد الخروج من السجون، وعلى فهم ما الذي يحصل في الخارج".

وكانت ملك قد أسرت من قبل الاحتلال الإسرائيلي عندما كان عمرها 16 عامًا فقط حيث اعتقلت أثناء وجودها في مدرستها، قبل أن يفرج عنها اليوم ضمن صفقة التبادل عن عمر 23 سنة.

في هذا الصدد، شددت سلمان على أنه بفضل إنجازات الحركة الأسيرة النسوية استطاعت الأسيرات استكمال تعليمهن، لافتةً إلى أنها قدمت شهادة التوجيهي وحصلت على شهادة جامعية بدرجة تفوق، رغم وجودها في المعتقل حيث "تحدت كل الظروف الصعبة، إذ كانت إدارة السجون تصادر منهن الكتب ودفاتر الدراسة وحتى الأقلام".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close