الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

عسل السدر والزهور والمراعي.. ذهب اليمن المحاصر بالحرب

عسل السدر والزهور والمراعي.. ذهب اليمن المحاصر بالحرب

شارك القصة

تعتبر شجرة السدر "سيدة الأعسال" في اليمن، ويتوزّع إنتاج العسل على 21 محافظة، أبرزها: حضرموت، شبوة، أبين والحديدة.
ينتج اليمن أكثر من ثلاثين صنفًا من العسل، أبرزها عسل السدر الشهير الذي يُعتبر من أفضل أنواع العسل حول العالم لفوائده الصحية العديدة.

تعتبر تربية النحل جزءًا من التراث اليمني، و"رسالة وطنية" يحملها اليمنيون إلى الخارج. وتعرف تربية النحل باسم "النوّب"، وهي مهنة توارثها اليمنيون منذ آلاف السنين، وتنتشر في محافظات عدة. 

ويصف اليمنيون العسل بــ"ذهب اليمن"، نظرًا لجودته العالية، والتي تختلف باختلاف منطقة المنشأ. وتشكّل نوعية التربة والتضاريس والزهور عوامل رئيسية في تميّز العسل اليمني باختلاف أنواعه، ناهيك عن السلالات المميزة للنحل الموجودة في مختلف المحافظات.

وتُعتبر شجرة السدر "سيدة الأعسال" في اليمن، حيث يقيم اليمنيون مهرجانات تكريمًا لها. ويتوزّع الإنتاج اليمني من العسل على 21 محافظة يمنية، أبرزها من حيث الإنتاج: حضرموت، شبوة، أبين والحديدة.

وفي العام 2018، بلغ إجمالي إنتاج اليمن من العسل حوالي 2500 طن سنويًا، وتُشكّل نصف كمية الإنتاج التي كانت قبل 17 عاماً. وبالإضافة إلى الدول الأربعة الأكثر استيرادًا للعسل اليمني: مصر والسودان والأردن والهند، يستورد السوق الخليجي حوالي 500 طن من العسل اليمني الفاخر.

أنواع العسل اليمني

يُنتج اليمن أكثر من ثلاثين صنفًا من العسل، لكن أبرزها: 

- عسل السدر الشهير الذي يعتبر من أفضل أنواع العسل حول العالم لفوائده الصحية العديدة.

- عسل الزهور الذي تختلف أنواعه باختلاف منشئه.

- عسل السُقطري الذي يتميّز بندرته.

- العسل الأبيض الجامد الذي يُقطّع كالحلوى.

- عسل السُمر المستخرج من الأشجار الشوكية المنتشرة في حضرموت.

- عسل الصال المعروف بطعمه اللاذع.

- عسل سلام نسبة إلى أزهار الشجرة التي يمتصّ النحل رحيقها.

- عسل المراعي وهو متوفّر في معظم أيام السنة، ويستخرجه النحل من أشجار وأزهار متعددة.

قصص متوارثة

ينظر اليمنيون إلى العسل كـ"رسالة وطنية" ذي صيت عالمي، فضلًا عن دوره المهم في تعزيز الدخل الوطني. وإضافة إلى قيمته الوطنية وجودته، يتميز العسل اليمني بقيمته المادية، إذ يصل سعره في بعض الأحيان إلى 100 دولار للكيلو الواحد.

ويتوارث اليمنيون قصصًا عن استخدامات العسل في العلاجات الطبيعية، كمداواة الحروق والجروح، إضافة إلى اكتسابه قيمة علاجية مهمة لأمراض القلب وتصلّب الشرايين والكوليسترول وأمراض المعدة والسرطان.

كما يعتبر العسل اليمني مكوّنًا رئيسيًا ومهمًا في الأطباق الشعبية اليمنية، ومنها بنت الصحن والفتة والهريش، وكذلك الحلويات على أنواعها.

وهناك أكثر من 100 ألف نحّال في اليمن، يعيشون حياة البدو لأنهم يتتبعون مناطق الرعي الكثيفة بالزهور المناسبة لإنتاج العسل. لكنّهم يواجهون مشاكل عديدة منها قلّة الأمطار، وارتفاع تكاليف النقل مع ندرة الوقود، وتلاعب سعر العملة اليمنية. 

وأثرت الحرب التي بدأت في العام 2014، بشكل كبير على قطاع تربية النحل في اليمن. وأعاقت المعارك قدرة النحّالين على التنقّل لتفقّد أقفارهم، وخصوصًا في محيط مراعي النحل في الحديدة وتعز وشبوة. كما أدى شحّ الرقابة على مبيدات الحشرات الخاصّة بالحقول إلى موت النحل. 

وفاقم الحصار من أزمة القطاع، مع تعطيل حركة التجارة الخارجية. كما أدى إلى إغلاق خطوط التصدير، وبالتالي تراجع تصدير العسل إلى النصف، فيما انخفض الطلب المحلي بنسبة 40 في المئة.

تابع القراءة
المصادر:
"العربي"
Close