علّقت السلطات الإيطالية، منذ أمس السبت، عمل سفينة الإنقاذ الألمانية "لويز ميشيل" في جزيرة لامبيدوسا التي تُغيث مهاجرين أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط.
وغرّدت منظمة "لويز ميشيل" غير الحكومية التي تحمل اسم السفينة نفسه، على حسابها في تويتر اليوم الأحد: "نعلم أن عشرات القوارب تستغيث في محيط الجزيرة في هذه اللحظة بالذات، لكننا ممنوعون من إنقاذها. هذا غير مقبول".
وأكد خفر السواحل، في بيان، تعليق عمل السفينة، وأفادوا بأنه بعد تنفيذ عملية إنقاذ أولى في المياه الليبية كان يتعيّن على "لويز ميشيل" التوجّه إلى ميناء تراباني في صقلية، لكنها "لم تمتثل للأمر متوجّهةً نحو ثلاثة قوارب أخرى للمهاجرين".
ومنذ تولّي الحكومة الإيطالية، المشكّلة من أحزاب معظمها من اليمين المتطرّف، مهامها في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، زادت العقبات أمام أنشطة السفن الإنسانية في البحر المتوسط، وبدأت مواجهة مع الشركاء الأوروبيين لحضّهم على استقبال مزيد من المهاجرين الذين يصلون إلى الشواطئ الإيطالية.
ومطلع العام الحالي، دخل مرسوم يلزم السفن الإنسانية القيام بعملية إنقاذ واحدة في كل رحلة حيز التنفيذ.
ويعتبر منتقدوه أنه يزيد من خطر الموت في البحر الأبيض المتوسط، طريق الهجرة الأشدّ خطورة في العالم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وتقدّر الوكالة التابعة للأمم المتحدة فقدان 1417 مهاجرًا هناك عام 2022.
إحباط 79 عملية تهريب خلال يومين.. أزمة المهاجرين في #تونس تتفاقم 👇 pic.twitter.com/s0tYGWt50b
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 26, 2023
وأعلن خفر السواحل أن منع "لويز ميشيل" من تنفيذ عمليات إغاثة عدة في الوقت نفسه، يهدف إلى تجنّب أن "يصعد على متنها عدد من الأشخاص قد يعرّضها للخطر، أو يهدد سلامة قوارب المهاجرين الذين تنقذهم"، علمًا بأنها سفينة بحجم متواضع (30 مترًا).
و"لويز ميشيل" سفينة قديمة كانت تابعة للبحرية الفرنسية، زيّنها الفنان البريطاني بانكسي، وهو أحد رعاتها. وتجوب السفينة البحر الأبيض المتوسط لمساعدة عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا كل عام، غالبًا على متن قوارب مكتظة.
وفي الأيام الأخيرة، وصل الآلاف منهم إلى جزيرة لامبيدوسا، قبالة الساحل الشرقي لتونس، على متن قواربهم أو قوارب خفر السواحل الإيطاليين. من جهتها، أنقذت "لويز ميشيل" 180 شخصًا في البحر وأنزلتهم في الجزيرة.