أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون، محادثة هاتفية، أكدا خلالها الاستعداد للعمل بصيغة "أوبك+" وفي إطار منتدى مصدري الغاز.
وذكر الكرملين في بيان له، أن الرئيسين أكدا على الاستعداد لمزيد من العمل المشترك في أسواق الطاقة العالمية، بما في ذلك في صيغة "أوبك+" وفي إطار منتدى الدول المصدرة للغاز.
أزمة طاقة
وجاء الاتصال الهاتفي في وقت يعاني العالم من أزمة طاقة فجرتها الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث أبدت الجزائر استعدادها لمد أوروبا بالغاز لسد النقص من الغاز الروسي.
وكان بوتين تحدث أيضًا إلى العاهل السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس الإثنين، وبحثا سبل ضمان سوق النفط العالمي، في إطار عمل منظمة "أوبك+".
ويجتمع وزراء مجموعة أوبك بلس، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا، يوم غد الأربعاء.
توقيع اتفاقية بين الجزائر وإيطاليا
وقبل أسبوع، وقعت الجزائر وإيطاليا خمس اتفاقيات شراكة في مجالات مختلفة؛ يتقدمها الإعلان عن مشروع أنبوب جديد للغاز يربط البلدين مباشرة، بالإضافة إلى تطابق في المواقف تجاه القضايا الدولية، خلال زيارة قامت بها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر.
وكانت مفوضة الاتحاد الأوروبي للطاقة كادري سيمسون، أكدت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن أوروبا تريد "شراكة إستراتيجية طويلة الأمد" مع الجزائر باعتبارها موردًا موثوقًا به للغاز إلى أوروبا، منذ توقف الإمدادات الروسية بعد الهجوم على أوكرانيا.
وكانت مجموعة النفط والغاز "سوناطراك" الجزائرية وضعت في السوق الحرة كميات إضافية من الغاز "بلغت 3.2 مليار متر مكعب منها تقريبًا 2.6 مليار متر مكعب موجهة للسوق الإيطالية"، أول زبون للجزائر، بحسب ما صرح مديرها التنفيذي توفيق حكار.
أوروبا تعول على #الجزائر لتعويض الغاز الروسي وتعد بتقديم المساعدة في مجال الطاقات المتجددة تقرير: جهيدة رمضاني pic.twitter.com/oyOOLiN8J6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 12, 2022
وتعد الجزائر أول مصدّر للغاز في إفريقيا وتمد أوروبا بنحو 11% من احتياجاتها.
وتزود الجزائر القارة الأوروبية بالغاز عبر خطّي أنابيب؛ يصل الأول إلى إيطاليا عبر تونس بطاقة نقل سنوية تفوق 32 مليار متر مكعب، أما الخط الثاني "ميدغاز" فيمر مباشرة إلى إسبانيا عبر البحر المتوسط، بطاقة نقل سنوية تفوق 10 مليارات متر مكعب.
وقبل بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، زوّدت الجزائر الاتحاد الأوروبي بنحو 11% من الغاز الذي يحتاجه، فيما كانت روسيا تؤمّن 47% من الغاز لأوروبا.
وسبق أن شكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجزائر، خلال زيارته لها في أغسطس/ آب الماضي، على زيادة إمداداتها عبر خط أنابيب الغاز "ترانسميد" الذي يغذّي إيطاليا، مشيرًا إلى أن هذا الخط يسمح بـ"تحسين تنويع المصادر في أوروبا"، بعدما كانت تعتمد إلى حدّ بعيد على الغاز الروسي.