أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء أن روسيا والصين وباكستان تعتزم توفير مساعدات لأفغانستان، لكن موسكو قالت إنها ليست مستعدة بعد للاعتراف بحكومة طالبان.
وجاء التعهد بتقديم مساعدات إنسانية ودعم اقتصادي، بعد محادثات بين مسؤولين روس وصينيين وباكستانيين سينضم إليهم ممثلون عن الحكام في أفغانستان في اجتماع يعقد في موسكو غدًا الأربعاء.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال: إن "روسيا تمتنع عن الاعتراف بطالبان لحين وفاء الحركة بالتعهدات التي قطعتها على نفسها عندما تولت السلطة، ومن بينها الشمولية السياسية والعرقية في تشكيل الحكومة الجديدة".
وأضاف لافروف للصحافيين بأن "الاعتراف الرسمي بطالبان ليس محل نقاش الآن... نحن على اتصال بها (الحركة) مثل أغلب الدول المؤثرة في المنطقة ونحثها على الوفاء بالتعهدات التي قدمتها حين تولت السلطة".
وتسعى روسيا، التي خاضت حرًبا كارثية في أفغانستان من 1979 إلى 1989، إلى انتزاع زمام المبادرة الدبلوماسية بهدف تجنب الفوضى في المنطقة الأوسع بما قد يترتب عليه من إلحاق الضرر بمصالحها.
وتشعر موسكو بالقلق بشكل خاص من احتمال تسلل متشددين إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى، التي تعتبرها منطقة عازلة دفاعية.
الولايات المتحدة لن تشارك في الاجتماع
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تشارك في هذه الجولة لكنها تعتزم القيام بذلك في المستقبل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: إن "واشنطن تتطلع للانخراط في هذا المنتدى، لكنها ليست في وضع يسمح لها في المشاركة في هذه الأيام".
من جانبها، ترفض طالبان التعقيب مسبقًا على نتائج المباحثات، فهي تشدد قبضتها الأمنية على العاصمة كابل في ظل التحديات وتراقب ما يمكن أن تقدمه دول الجوار في مشوار المباحثات الطويل.
الأوضاع الاقتصادية صعبة
وفي غضون ذلك، لا يبدو الشارع الأفغاني مكترثًا بالسياسة، فما يهمه اليوم هو الحصول على مساعدات إنسانية في ظل الأزمات الاقتصادية الضاغطة.
ويقول أحد المواطنين الأفغان: إن "الأوضاع الاقتصادية صعبة وسعر الدولار يرتفع والفقر يزداد، وكل ما يعنينا من محادثات موسكو الحصول على مساعدات إنسانية تخفف من وطأة الأزمة".
فيما شكا مواطن آخر من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مؤكدًا أن المواطنين لا يهتمون بالسياسة الآن، مطالبًا المجتمع الدولي مساعدة الأفغان اقتصاديًا إن كان بالفعل يكترث بهم.
ما هي توقعات مباحثات موسكو؟
وتعليقًا على المباحثات في موسكو، أفاد مراسل "العربي" محمد حسن، أن ما تريده روسيا من المنتدى هو بحث الوضعين السياسي والعسكري في أفغانستان ووضع الحكومة الأفغانية بالإضافة للوضع الأمني.
ولفت إلى أن الطرف الأفغاني يتطلع للاعتراف بالحكومة والحصول على مساعدات من المجتمع الدولي.
وأشار حسن إلى أن سقف التوقعات ينخفض من المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان ضمير كابولوف، الذي قال إنه لا يتوقع الكثير من هذا المؤتمر، وأن موضوع أفغانستان هو طويل الأمد وتدريجي.
ومن كابل، قال مراسل "العربي" علي رباح: إن حركة طالبان ترى بعض الإيجابية إزاء هذا المؤتمر، لافتًا إلى أن المناقشات ستتطرق إلى التطورات والتوترات بين حكومة طالبان وباكستان، وذلك بعد إقفال الحدود بين البلدين.