يعيش أهالي الأسرى الفلسطينيين في قطاع غزة ظروفًا إنسانية صعبة بعد أن منعهم الاحتلال الإسرائيلي من زيارة أبنائهم على مدى عامين، في الوقت الذي سمح بذلك لأهالي الأسرى من الضفة الغربية والقدس.
فمنذ 4 سنوات، لم تستطع السيدة الفلسطينية نجاح شمالي والدة أحد الأسرى احتضان ابنها الذي مر على أسره 15 عامًا في سجون الاحتلال، بسبب حجج واهية تسوقها مصلحة السجون الإسرائيلية تهدف لمنعها من الزيارة، حسب قولها.
عقاب جماعي
بدورها تقول منظمة الصليب الأحمر إنها تواصل مباحثاتها مع الاحتلال مع عودة زيارات الأهالي من الضفة والقدس.
وتوضح المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة سهير زقوت أن المنظمة "لا تزال في حوار مع السلطات لاستئناف هذا البرنامج لأهالي قطاع غزة، مع إدراكنا الشديد لما يسفر عنه توقف البرنامج من آلام ومعاناة للمعتقلين وأهاليهم".
بدورها، تصف المنظمات الفلسطينية سلوك الاحتلال في معاملة أهالي الأسرى بـ "العقاب الجماعي".
ويعتبر ياسر مزهر وهو عضو في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن "الصليب الأحمر شريك في جريمة عدم ترتيب زيارات أهالي قطاع غزة".
ويقبع نحو 250 أسيرًا من قطاع غزة في سجون الاحتلال. فقبل جائحة كورونا كانت سلطات الاحتلال تمنع معظمهم من الدراسة، أما اليوم فأصبحت جميع العائلات تتقاسم هذا الهم والحرمان.
تجاهل القوانين والأعراف الدولية
وفي هذا الصدد، يقول رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل من قطاع غزة إن "قوات الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية، التي نصت على ضرورة السماح للأسير بالالتقاء بذويه خلال فترات دورية متقاربة.
ويضيف في حديث لـ "العربي"، أن قوات الاحتلال تتذرع بظروف جائحة كوفيد-19، لتمنع زيارات الاحتلال، مشيرًا إلى أن عائلات فلسطينية لم تزر أبناءها في السجون الإسرائيلية منذ 15 عامًا.
ويردف قنديل أن الاحتلال يتذرع أيضًا ببعض المبررات الأمنية، من خلال تعرض بعض العائلات للرفض الأمني.
ويؤكد أن الاحتلال يستخدم هذه الإجراءات كـ "عقاب جماعي"، وعقاب مزدوج من خلال معاقبة الأهالي والأسرى.
ويتوقع قنديل أن يستمر منع زيارات الأسرى في السجون الإسرائيلية لفترة طويلة قادمة، بسبب ظروف الحصار على قطاع غزة، واعتماد هذا الإجراء أداة للضغط على المقاومة الفلسطينية.
