استرد قطاع الطيران والسفر الجوي جزءًا كبيرًا من خسائره الناجمة عن جائحة كورونا، بحسب آخر التقديرات الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
وشكل نشاط شركات الطيران أخيرًا نسبة 74% من مستويات ما قبل الجائحة، وسط طلب محموم في العطلات الصيفية.
ويشير الاتحاد، إلى أن نشاط الطيران في الشرق الأوسط بلغ مستوى 74% شهر أغسطس/ آب الماضي، مقارنة بما كان عليه عام 2019.
كما ترافق ذلك مع نمو السفر المحلي بنسبة 27%، بينما حركة السفر الدولي بنسبة 116%.
وفي منطقة الشرق الأوسط حققت شركات الطيران أداء إيجابيًا خلال أغسطس الماضي، استمرارًا للنهج المرتفع منذ مطلع العام الحالي.
تحديات رغم الانتعاش
وفي هذا الإطار، قال مازن إرشيد الخبير الاقتصادي، إن قطاع الطيران ما يزال يسجل خسائر بـ10 مليارات دولار، لكن هذا أفضل من خسائر عام 2020 التي تجاوزت 103 مليارات دولار، في وقت كانت فيه أرباح شركات الطيران العالمية في حدود 43 مليار دولار، قبل جائحة كورونا.
وأضاف إرشيد في حديث لـ "العربي" من عمّان، أنه رغم ذلك، تبقى هناك تحديات من ارتفاع التضخم وأسعار الطاقة، وخاصة في ظل حرب أوكرانيا المؤثرة بطبيعة الحال.
وأشار إرشيد، إلى أنه مع التوسع العسكري في أوكرانيا، وإغلاق جزء مهم من المجال الجوي في أوكرانيا رغم موقعها الإستراتيجي في قلب القارة الأوروبية، سيكون له تأثير.
واستدرك قائلًا: "إن تكلفة الطاقة المتعلقة بإجمالي قطاع الطيران بحدود 30%، بينما تجاوزت فاتورة الوقود 56% نتيجة ارتفاع الأسعار، مما يعني تقلص هوامش الربح".
ومضى قائلًا: "وهذا ما انعكس على تكاليف الشحن الجوي، والسفر، حيث كانت قارة أوروبا هي الأكثر تضررًا".
وأفاد بأن منطقة الخليج العربي سجلت انتعاشًا كون شركات الطيران مدعومة من الحكومات فيها، رغم وجود قطاع خاص، ولكن هذا ما خفف من الآثار والضغوط المالية على قطاع الطيران.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن "دفء المنطقة العربية في ظل انطلاق مونديال قطر سينعش حركة الطيران، وخاصة أن الحدث متابع من شريحة كبيرة من العالم الذي سينشط حركة الطيران".