أثار توجه الولايات المتحدة لفرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا" التابعة للجيش الإسرائيلي بسبب انتهاكات ارتكبتها بالضفة الغربية، غضبًا رسميًا في الداخل الإسرائيلي.
فقد هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإدارة الأميركية بشكل غير مسبوق، إذ قال إن فرض واشنطن عقوبات على وحدة في الجيش الإسرائيلي "قمة السخافة والتدني الأخلاقي".
وكانت مصادر أميركية قد أفادت لموقع "أكسيوس" أنه من المتوقع أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على وحدة "نيتسح يهودا" بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة.
وأوضح الموقع أن لجنة خاصة تابعة لوزارة الخارجية الأميركية باشرت التحقيق وأوصت قبل أشهر بحرمان العديد من وحدات الجيش والشرطة الإسرائيلية التي تعمل في الضفة الغربية، من التدريب أو تلقي المساعدات الأميركية.
نتنياهو: قمة السخافة
في التفاصيل، فقد كتب بنيامين نتنياهو تدوينة على منصة "إكس" أكّد فيها أنه "لا يجوز فرض عقوبات على الجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "في الأسابيع الأخيرة، كنت أعمل ضد فرض عقوبات على مواطنين إسرائيليين، بما في ذلك في محادثاتي مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية"، في إشارة إلى فرض واشنطن عقوبات ضد 4 مستوطنين لارتكابهم جرائم عنف ضد فلسطينيين بالضفة.
ومضى نتنياهو مصعدًا هجومه على واشنطن: "في الوقت الذي يحارب فيه جنودنا وحوش الإرهاب، فإن التوجه لفرض عقوبات على كتيبة في الجيش الإسرائيلي هي قمة السخافة والتدني الأخلاقي".
وختم رئيس الوزراء الإسرائيلي تدوينته كاتبًا: "سوف تتحرك الحكومة برئاستي بكل الوسائل، ضد هذه التحركات".
وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مصادر أن العقوبات الأميركية على "نيتسح يهودا" تتعلق بالتحقيق في أحداث وقعت قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن القرار استثنى عددًا من الوحدات في مقابل الحصول على وعود بتصحيح مسارها.
تنديد إسرائيلي
بدوره كتب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير على "إكس": إن "العقوبات على جنودنا خط أحمر"، داعيًا وزير الأمن يوآف غالانت إلى دعم الوحدة الإسرائيلية "فورًا".
واستكمل بن غفير مهددًا بأنه "إن لم يكن الأمر كذلك، فسوف نستوعبهم في شرطة حرس الحدود (الخاضعة لسلطته)، كأبطال عظماء".
أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فرأى أن "قرار فرض عقوبات أميركية على الجيش جنون مطلق"، مردفًا: "حذرنا من أن العقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضد المستوطنين ستستمر لتطال الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل بأكملها".
كما اعتبر سموتريتش، أن "هذا جزء من خطوة مخططة لإجبار إسرائيل على الموافقة على إقامة دولة فلسطينية والتخلي عن أمنها".
من جهته، زعم الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس أن "كتيبة نيتسح يهودا وهي جزء لا يتجزأ من الجيش الإسرائيلي، وتخضع للقانون العسكري وتعمل وفقًا للقانون الدولي".
كما اعتبر في تدوينة على "إكس" أن إسرائيل "تتمتع بنظام قضائي قوي ومستقل، يعرف كيفية فحص أي انتهاك للقانون أو انحراف عن أوامر الجيش الإسرائيلي، وهذا ما سنفعله" وفق قوله.
وأضاف غانتس: "أكن احترامًا كبيرًا لأصدقائنا الأميركيين، لكن فرض العقوبات على الكتيبة يعد سابقة خطيرة، ويرسل أيضًا رسالة خاطئة إلى أعدائنا المشتركين في زمن الحرب. سأعمل حتى لا يمر هذا القرار".
"نيتسح يهودا" الكتيبة "الأكثر عنفًا"
وكتيبة "نيتسح يهودا" التي قد تصبح الوحدة العسكرية الإسرائيلية الأولى على الإطلاق التي تفرض بحقها الإدارة الأميركية عقوبات بسبب أنشطتها في الضفة، تم إنشاؤها عام 1999 كوحدة عسكرية خاصة لـ"الحريديم"، وشارك في تأسيسها حاخامات وتضم مستوطنين متشددين.
وتركزت أعمال "نيتسح يهودا" في الضفة الغربية وبشكل خاص في مخيم جنين، كما اشتهرت بأنها الكتيبة "الأكثر عنفًا".
وأكّدت تحقيقات أميركية تورطها في قتل مسن فلسطيني أميركي عام 2022، وتضم حاليًا قرابة 1000 جندي وانتقل تمركزها من مخيم جنين إلى هضبة الجولان منذ يناير/ كانون الثاني 2023.