الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

على المجتمع "التعايش" معه.. كورونا "باقٍ" لعقود رغم اللقاحات

على المجتمع "التعايش" معه.. كورونا "باقٍ" لعقود رغم اللقاحات

شارك القصة

كورونا
الجائحة قد تقود إلى موجة من المشكلات النفسية والعصبية (غيتي)
يبدو أن المجتمع سيكون مُكرَهًا على التعايش مع كوفيد-19 كما هو الحال مع الفيروسات الأخرى، وسط تحذيراتٍ من أنّه سيواصل انتشاره لسنوات، بل لعقود من الزمن.

خلال عامٍ ونيِّف، تحوّل فيروس كورونا إلى "كابوس" للبشريّة، بعدما نجح في تغيير حياة الناس رأسًا على عقب، وفرض إيقاعه على كلّ التفاصيل، مُدخِلًا نمطًا مغايرًا للعيش.

لكن، إذا كان العالم يعوّل على حملات التطعيم التي بدأت في بعض البقاع، لانتهاء هذا "الكابوس"، فإنّ مثل هذه الآمال قد لا تكون واقعيّة، لأنّ معظم التقديرات تشير إلى أنّ الوباء "باقٍ" لسنوات، بل لعقود.

ووفقًا لتقريرٍ نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإنّ المجتمع سيكون "مُكرَهًا" على التعايش مع كوفيد-19 كما هو الحال مع الفيروسات الأخرى، على غرار الأنفلونزا والحصبة وفيروس نقص المناعة البشرية، وفق ما يؤكد علماء الأوبئة.

مستوطن جديد

وبحسب هذا التقرير، فإنّ سهولة انتشار الفيروس التاجي وظهور سلالات جديدة وضعف الوصول إلى اللقاحات في أجزاء كبيرة من العالم، كلّها عوامل تعني أن كوفيد-19 "يمكن أن يتحول من مرض وبائي إلى مرض متوطن". ويعني ذلك ضمناً تعديلات دائمة على السلوك الشخصي والمجتمعي.

إلا أنّ ذلك لا يعني، وفق ما يؤكد خبراء الأمراض المعدية، بقاء الإجراءات والقيود المفروضة حاليًا كما هي بالضرورة، ويرتبط ذلك بمدى فعالية اللقاحات في الوقاية من الأمراض الشديدة، وتقليل حالات دخول المستشفى والوفيات.

وفي هذا السياق، يقول توماس فريدن، المدير السابق لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة: "نحتاج إلى الوصول إلى مرحلة القبول بأن حياتنا لن تكون كما هي". ويضيف: "لا أعتقد أن العالم قد استوعب حقيقة أن هذه تغييرات طويلة الأجل".

التعايش

يعرض تقرير الصحيفة آلية التعايش مع الواقع الجديد، وتخطط بعض المنظمات لمستقبل طويل الأجل تستمر فيه طرق الوقاية كارتداء الأقنعة والتهوية الجيدة والاختبار بشكل ما.

وفي الوقت نفسه، تظهر صناعة كوفيد-19 الجديدة والمربحة بسرعة، حيث تستثمر الشركات في السلع والخدمات مثل مراقبة جودة الهواء والفلاتر ومجموعات التشخيص والعلاجات الجديدة.

إلى ذلك، تعيد شركات الطيران مثل "لوفتهانزا" الهيكلة للتركيز على الرحلات القصيرة المدى، كما تخطط بعض المطارات لأنظمة جواز سفر لقاحات جديدة للسماح للمسافرين الملقحين بالسفر.

وتستثمر المطاعم في المزيد من عروض للطلبات الخارجية والتوصيل، كذلك تسعى بعض مصانع تعبئة اللحوم من كندا إلى أوروبا إلى تقليل عدد العمال في خطوط الإنتاج والاستعاضة بالآلات.

تقليل العدوى

وفقًا لتقرير "وول ستريت جورنال"، يأمل علماء المناعة في أن تمنع اللقاحات انتقال العدوى؛ وهو اكتشاف من شأنه أن يقلل بشكل كبير من انتشار الفيروس.

ووجدت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد الأسبوع الماضي أن الأشخاص الذين تناولوا لقاح "أسترازينيكا" قد يكونون أقل عرضة للإصابة بالمرض.

وقالت راشيل بندر إجناسيو، خبيرة الأمراض المعدية في مركز فريد هوتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، إنه مع تطوير العلماء لعلاجات جديدة، سيصبح Covid-19 "عدوى يمكننا التعايش معها".

وبحسب ما تقول، فعلى هذا النحو، سيكون من المهم تطوير علاجات للأعراض المنهكة المستمرة التي يعاني منها العديد من المرضى بعد أشهر من المرض، مثل ضباب الذاكرة، وفقدان حاسة الشم، ومشاكل الجهاز الهضمي والقلب.

فعالية اللقاحات

ويبدو أن الطفرات في المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا قد جعلتها أفضل في إصابة الخلايا البشرية أو في تجنب بعض الأجسام المضادة؛ مما يثير مخاوف من أن اللقاحات الحالية قد تصبح أقل فعالية.

ويقول العلماء: "إن مراقبة المتغيرات الجديدة ستكون حاسمة لبرامج التطعيم على المدى الطويل"، وسيساعد فهم خصائصها في تحديد ما إذا كانت اللقاحات تحتاج إلى تحديث دوري، كما هو الحال بالنسبة للأنفلونزا.

ومع ذلك، ستظل مناطق كثيرة بعيدة عن متناول أي لقاح في المستقبل المنظور، مما يمنح الفيروس مساحة كبيرة لمواصلة انتشاره، وستترك مشكلة الحصول على اللقاح معظم دول العالم النامي دون حقنة حتى أواخر العام المقبل على أقرب تقدير. يضاف إلى ذلك المعدلات العالية لرفض اللقاح عالميًا.

تابع القراءة
المصادر:
وول ستريت جورنال
تغطية خاصة
Close